بدء حظر صادرات القمح الروسي وتضارب في تصريحات ميدفيديف وبوتين حول القرار

عودة الدخان الخانق إلى سماء موسكو

TT

لم تكد موسكو تتنفس الصعداء بعد انقشاع الغمة وانحسار متواليات الدخان الخانق عن سماء العاصمة وغرف نوم مواطنيها، حتى حمل صباح الأمس نذر عودة الكارثة التي سبق وقال رومان فيلفند، رئيس هيئة الأرصاد الجوية الروسية: «إنها تهدد بمداهمة العاصمة من جديد، اعتبارا من مطلع الأسبوع الحالي، وذلك لاستمرار هذه الظروف السابقة».

وكان مواطنو العاصمة فوجئوا بعودة سحب الدخان إلى شرق وجنوب غربي العاصمة، وهي المناطق التي تعذرت فيها الرؤية لأكثر من 300 متر، وهو ما كان سببا في عودة المواطنين إلى استخدام الكمامات القماشية المبللة بالمياه التي تساعدهم على التنفس.

وعزت المصادر عودة سحب الدخان إلى موسكو، إلى استمرار اشتعال الحرائق في مقاطعتي فلاديمير وريازان، الواقعتين جنوب وشرق العاصمة في إطار مساحات تزيد على 53 هكتارا في فلاديمير و15 هكتارا في ريازان، وهما المنطقتان المتاخمتان لحدود العاصمة.

ومع ذلك، فقد أكد المسؤولون صعوبة تجدد الكارثة بعد نجاحهم في إخماد الحرائق في 14 من المقاطعات الروسية، معربين عن أملهم في تجاوز تبعاتها، ولا سيما ما يتعلق بترحيل موعد زراعة المناطق التي تضررت من الحرائق إلى ربيع العام المقبل. وكانت روسيا بدأت اعتبارا من الأمس 15 أغسطس (آب) تطبيق نظام الحظر الذي فرضته الحكومة الروسية على صادراتها من الحبوب حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وقال فلاديمير بوتين، رئيس الحكومة: «إن القرار إجراء مؤقت وسوف تبحث موسكو احتمالات إعادة النظر فيه مع حلول ديسمبر المقبل استنادا إلى تقديرات حصاد العام الحالي». وكانت وزارة الزراعة الروسية نشرت تقديراتها التي قالت فيها إن حصاد العام سيكون في حدود 43 مليون طن، وهو رقم بالغ التواضع، بالمقارنة مع حصاد العام الماضي الذي بلغ 97 مليون طن.

ويذكر المراقبون أن الحكومة الروسية خفضت توقعاتها من 90 - 95 مليون طن قبل اندلاع الحرائق ونشوب الكارثة حتى 60 - 65 مليون طن، في الوقت الذي بلغ فيه حجم صادرات روسيا من الحبوب في الفترة من أول يوليو (تموز) وحتى تاريخ بداية الحظر 2.8 مليون طن.

غير أن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف وعلى الرغم من اعترافه بأن الحرائق والجفاف أسفرا عن تدمير ربع حاصلات روسيا الزراعية هذا العام، قال باحتمالات إعادة النظر في قرار الحكومة الروسية حول فرض الحظر على صادرات الحبوب، مشيرا إلى أن القرار ألحق أضرارا فادحة بالمصدرين، فيما قال آخرون إنه نال من مكانة روسيا وثقة شركائها في الخارج. وكانت أسواق العاصمة سجلت سرعة ارتفاع أسعار الخبز بنسبة 10 - 15 في المائة، وهو ما سارعت السلطات المعنية بفتح التحقيق بشأنه.