جمعية مكافحة التدخين تحمل أمانة جدة مسؤولية ارتفاع نسب التدخين بين الفتيات

لتساهلها في معاقبة المطاعم والمقاهي التي تقدم الشيشة للفتيات دون تصاريح

جمعية مكافحة التدخين ترى أن تساهل الأمانة مع المقاهي فاقم من ظاهرة تدخين النساء («الشرق الأوسط»)
TT

اتهمت جمعية ناشطة في مكافحة التدخين في جدة، أمانة جدة بالتسبب في رفع معدل نسب تدخين الشيشة بين النساء لتقصيرها في دورها في السماح للمطاعم والمقاهي المغلقة بتقديم المعسلات دون التقيد بالاشتراطات والضوابط التي حددتها وزارة الشؤون البلدية.

وأعرب عبد الله سروجي، المدير التنفيذي لجمعية مكافحة التدخين «كفى»، في حديث لـ«الشرق الوسط» عن أسفه «لتساهل أمانة جدة في معاقبة ومراقبة المطاعم والمقاهي المغلقة التي تقدم الشيشة للفتيات دون تصاريح رسمية تسمح لهم بتقديم تلك الخدمة».

وبين السروجي «أن هذا التساهل من قبل البلدية تجاه تلك المقاهي والمطاعم هو السبب الأول في انتشار ظاهرة تدخين الشيشة بين الفتيات في جدة، التي تعتبر أكثر المحافظات والمدن في السعودية في تعاطي هذه العادة، وذلك بناء على مؤشرات واستطلاعات ميدانية قامت بها الجمعية». واستطرد السروجي «أن تلك المقاهي تضرب بالتعليمات عرض الحائط من خلال تقديمها للمعسلات لمن تقل أعمارهن عن 18 عاما».

إلى ذلك، رد أحمد الغامدي مدير المركز الإعلامي بالأمانة بأن «المقاهي والمطاعم التي تقدم المعسل تعتبر مخالفة للأنظمة، وسبق للأمانة أن قامت بإغلاق وإنذار مطاعم مخالفة عن طريق قسم خاص نسائي تابع للأمانة، يقوم بجولات ميداينة لمراقبتها واتخاذ ما يلزم حيال المخالفين منها».

وأشار الغامدي إلى «خطة تهدف إلى تكثيف الجولات خلال شهر رمضان نسبة لكثرة المرتادين، حيث تشترط وزارة الشؤون البلدية أن تكون تلك المقاهي المقدمة لشيشة خارج المنطقة العمرانية وتمنع دخول لمن دون سن 18».

وتشن الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين منذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك حملة كبرى في منطقة مكة المكرمة تحت شعار «فرصتي في رمضان» لإقناع مدخني السجائر، والشيشة، والمعسل من الجنسين على تركها.

وتهدف الجمعية إلى استغلال روحانية هذا الشهر في إقلاع المدخنين من خلال زيارات ميدانية في مراكز التسوق التي تشهد كثافة في الزوار طوال شهر رمضان، والتركيز على إقامة المعارض المتنقلة والبرامج النسائية بأسلوب مشوق، إضافة إلى استخدام جميع وسائل التقنية في إيصال رسائل مكثفة عبر الجوال (SMS) لتعرف بمخاطر التدخين وما تقدمة الجمعية من برامج علاجية في عياداتها.

وأوضح المدير التنفيذي لجمعية التدخين عبد الله سروجي «أن أغلب المدخنات اللاتي يزرن عيادات الجمعية للعلاج، يأتين في مراحل متأخرة من إدمان النيكوتين وبعضهن مصابات بأمراض مزمنة».

وبحسب دراسات اجتماعية لمراكز خاصة أثبتت أن الفتيات يقبلن على تعاطي المعسلات كنوع من التحرر وإغراء الرجال بالأسواق والمراكز العامة، على الرغم من أن الغالبية العظمى من النساء يعتبرن التدخين خارجا عن معايير الأدب والأخلاق.

بينما تؤكد الدراسات الصحية والمثبتة في وزارة الصحة السعودية خطورة أضرار التدخين والمعسل والشيشة على النساء والرجال معا، ولكن عند النساء تظهر مبكرا ولها تأثير كبير على الإنجاب، وتشكل خطرا مباشرا لما تحتويه من مواد سامة تلعب دورا كبيرا في الأجنة وسرطان الرحم وبلوغ سن اليأس مبكرا.

يشار إلى أن مجلس الوزراء السعودي وافق على مشروع نظام مكافحة التدخين المرفوع من قبل مجلس الشورى، ويحتوي النظام المقر على أكثر من 20 مادة تحظر التدخين في الأسواق والمطاعم وأماكن العمل، حيث تشمل العقوبات المدخنين في الأماكن العامة كالأسواق والمطاعم والساحات المحيطة بالمساجد والوزارات والمؤسسات التعليمية، ووسائل النقل العامة، والمصاعد ودورات المياه، في حين أشارت إحصاءات غير رسمية إلى أنه يوجد في السعودية نحو 6 ملايين مدخن من الرجال والنساء.