رمضان كريم في أميركا: التكنولوجيا تساعد الصائمين على صيامهم

أغلب المسلمين أصبحوا يعتمدون على الحسابات الفلكية في رؤية الهلال

TT

مع بداية شهر رمضان، مثلما يتناقش المسلمون في الدول الإسلامية في الموضوع الأبدي، اختلاف مواقيت رؤية الشهر، يتناقش فيه المسلمون في أميركا. لكن يبدو أن التكنولوجيا صارت تؤثر على مسلمي أميركا، ليس فقط في رؤية الهلال، لكن، أيضا، في اتجاه القبلة، والأذان، وحتى التسبيح.

شيء آخر هو زيادة اهتمام الإعلام الأميركي برمضان، بالمقارنة مع ما كان عليه الحال قبل، مثلا، عشر سنوات. وطبعا، هذا جزء من زيادة اهتمامهم بالإسلام والمسلمين بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، وبداية الحرب ضد الإرهاب التي أعلنها الرئيس السابق بوش الابن.

في أول أيام رمضان، نشرت صحف كثيرة تقارير عن رمضان، ونقلت تلفزيونات كثيرة أشرطة فيديو لمسلمين ومسلمات يصلون ويصومون ويتحدثون عن الشهر المبارك.

نشرت صحف كثيرة تقريرا وزعته وكالة «أسوشييتد برس» عن تأثير التكنولوجيا الحديثة على الصيام. ونقلت على لسان جيمس أوتون، مسلم، قوله «عندما رأيت هذه التطبيقات في تليفوني الجوال، كدت ألا أصدق. ليوفق الله من طور هذه التطبيقات». كان أوتون يتحدث عن تطبيقات في تليفون «آي فون» الذي يحمله: «آي برايار» (الصلاة)، «آي قرآن» (تلاوات من المصحف الشريف)، «آي مكة» (البحث عن اتجاه القبلة)، «آي موسك» (البحث عن جامع قريب).

غير ذلك، هناك تطبيقات خاصة بالمسلمين، مثل: البحث في التليفون الجوال عن متجر يبيع اللحم الحلال، أو ملابس إسلامية، أو بطاقات معايدة وتهنئة إسلامية.

وبالنسبة للذين لم يولدوا وهم يتكلمون اللغة العربية، توجد تطبيقات تسهل عليهم قراءة القرآن الكريم، وأداء الصلاة، وترديد التحيات والدعوات الإسلامية.

وقالت سمية كاليونكون، المهاجرة من تركيا، إن تليفونها الجوال يذكرها بمواعيد الصلاة كلما سافرت من مدينة إلى مدينة. وإذا أرادت، يردد الأذان في صفاء ونقاء بفضل «سراوند ساوند» (ستيريو كامل). وقالت إن ذلك يذكرها بأيام طفولتها وصباها في تركيا. وأيضا، لأن القوانين الأميركية تمنع المساجد من الأذان بميكروفونات. وقالت «هذه عادات عمرها خمسة عشر قرنا تقريبا. وها هي التكنولوجيا تعيدها لي حيثما أنا في أي مكان في أميركا».

وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» عن دور التكنولوجيا في رؤية هلال رمضان، وقالت «مجرد احتمال اتفاق المسلمين على شيء واحد يسعد مسلمين في أميركا لأنهم تعودوا، ليس فقط على انقسامات داخل أميركا، لكن، أيضا، لأن الأخبار التي يسمعونها ويشاهدونها من الدول الإسلامية تؤكد لهم منافسات وانقسامات سياسية وشخصية كثيرة باسم دينهم».

وأشارت الصحيفة إلى الجدل العقيم حول رؤية الهلال، وإلى لجوء عدد من مسلمي أميركا إلى التكنولوجيا. وقدمت خلفية تاريخية ودينية عن الموضوع، وآيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وتفسيرات وفتاوى.

وأشارت إلى أن المسلمين الذين ولدوا في أميركا، خاصة المسلمين السود، لا يفهمون لماذا يعتمدون على رؤية الهلال في بلد خارج أميركا.

وقال ذو الفقار علي شاه، مدير مجلس الفقه الإسلامي لأميركا الشمالية، إن أغلبية المسلمين في أميركا صاروا يعتمدون على الحساب الفلكي. وأضاف «أعرف أن هذا تغيير كبير بالنسبة للمسلمين، لأن التقاليد تتشدد في مثل هذه المواضيع».