كابل: مهلة 4 أشهر لشركات الأمن الأجنبية لإنهاء أعمالها

الشرطة الأفغانية تضبط 17 طنا من المتفجرات

حارسان أفغانيان يعملان في شركة أمنية خاصة يحرسان مدخل أحد شوارع العاصمة كابل أمس (أ.ف.ب)
TT

قال ناطق باسم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إنه سيطلب من كل الشركات الأمنية الأجنبية في البلاد إنهاء أعمالها في خلال 4 أشهر. وقال وحيد عمر إن مفعول القرار سرى في وقت لاحق من أمس. وكان عمر يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة كابل، رفض خلاله الإدلاء بمزيد من التفاصيل حتى يسري مفعول القرار. وكان عمر أشار الأسبوع الماضي إلى أن الرئيس كرزاي ينوي إقفال ملف الشركات الأمنية الخاصة فيما اعتبره «برنامجا خطرا ستنهيه الحكومة الأفغانية». وصرح وحيد عمر المتحدث باسم الرئيس ألأفغاني حميد كرزاي أمس بأن الرئيس يعتزم حظر عمل جميع شركات الأمن الخاصة الأجنبية والمحلية بحلول العام المقبل.

وقال وحيد عمر في مؤتمر صحافي في كابل «قررت حكومة أفغانستان رحيل شركات الأمن وهذا سيتم خلال الأربعة أشهر المقبلة». ومن المتوقع صدور قرار رئاسي في وقت لاحق يشرح عملية إلغاء شركات الأمن الخاصة. وقال المسؤولون الأفغان أكثر من مرة إن شركات الأمن التي تعمل بعيدا عن سيطرة كابل تقوض من سلطة الحكومة. كما أن الشركات متهمة أيضا بالتورط في أحداث سرقة مسلحة واختطاف. وتعمل نحو 52 شركة منها 26 شركة أمن خاصة أجنبية في البلاد حاليا. تتركز مهمة معظمهم في حماية القواعد العسكرية التابعة لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أنحاء البلاد أو حراسة قوافل الإمداد في المناطق المعادية. وقال وحيد عمر «إن الأمر لا يتعلق بتنظيم أنشطة شركات الأمن الخاصة ولكن يتعلق بوجودها وطريقة عملها في أفغانستان وكيفية تحولها لقوات بديلة». ووفقا للجيش الأميركي فإن هناك نحو 26 شركة أمن خاصة تعمل لصالح العمليات الأميركية في أفغانستان و19 منها تعمل مع الجيش. وستؤثر تلك الخطوة على نحو 40 ألف شخص أفغاني وأجنبي يعملون بتلك الشركات. وتعتزم الحكومة تجنيد حراس الأمن الأفغاني في قوات الشرطة والجيش بعد حل الشركات التي يعملون بها.

من جهة أخرى قال مسؤول حكومي أمس إن الشرطة الأفغانية ضبطت نحو 17 طنا من نترات الأمونيا وهي مكون رئيسي للقنابل التي تزرع على الطريق والتي تعد من الأسلحة الرئيسية للمتمردين ضد القوات الأفغانية والأجنبية. واكتشاف مخابئ لمواد تستخدم في صناعة القنابل أمر معتاد إلا أنه أكبر اكتشاف من نوعه منذ حظر المادة الكيميائية في وقت سابق من العام الجاري. والقنابل المصنعة محليا من أكثر الأسلحة فعالية التي تستخدمها حركة طالبان وغيرها من الحركات المتمردة. ويقدر موقع مستقل على شبكة الإنترنت يحصي الضحايا أن هذه القنابل أو العبوات الناسفة البدائية أودت بحياة نحو 60 في المائة من قتلى القوات الأجنبية على مدار السنوات الثلاث الماضية. وزاد إجمالي عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان منذ الإطاحة بطالبان عام 2001 على 2000 بحلول مطلع الأسبوع. وكان شهر يونيو (حزيران) الأسوأ للقوات الأجنبية في هذا الصراع إذ قتل فيه 102. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زيماراي بشاري أن شرطة الحدود الأفغانية اكتشفت المخبأ أمس وعثرت على 16819 كيلوغراما من المادة في إقليم قندهار الجنوبي معقل طالبان والتمرد. وأضاف أنه تم القبض على 4 من المشتبه بهم من بينهم باكستانيان. وتعد الضبطية الأكبر منذ أن حظر الرئيس كرزاي في بداية العام الجاري استخدام مادة نترات الأمونيا التي تستخدم بصفة عامة كسماد أو إنتاجها أو تخزينها أو بيعها. وانتشر استخدام نترات الأمونيا في القنابل مع انتقال طالبان من معاقلها في الجنوب والشرق في السنوات الأخيرة بصفة خاصة إلى الشمال الذي كان هادئا حيث بدأت تنتشر جيوب المقاومة. والعثور على هذه القنابل وإبطال مفعولها من أصعب المهام وأكثرها استهلاكا لوقت القوات الأجنبية والأفغانية حيث تخبأ بذكاء على طرق ترابية أو في قاع أنهار جافة وكثيرا ما يسقط ضحايا مدنيون بسبب مثل هذه القنابل. وفي الأسبوع الماضي ذكر تقرير للأمم المتحدة أن عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة 31 في المائة في أول 6 أشهر من العام الجاري مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي ومن بينهم 1271 قتيلا. وتتحمل طالبان وغيرها من الجماعات المتمردة مسؤولية سقوط 76 في المائة من الضحايا.