المناورات الأميركية والكورية الجنوبية تبرز ضرورة وجود جيش قوي في الصين

بكين توقع اتفاقا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن السلامة النووية

TT

قال أميرال صيني أمس إن الصين تعوزها سبل تعطيل مناورات بحرية أميركية قرب سواحلها لكن تلك التدريبات تخاطر بتعميق الشكوك في واشنطن وتعزز المطالبة بجيش صيني أقوى. وكانت قد بدأت القوات الكورية الجنوبية والأميركية تدريباتهما السنوية المشتركة أمس وسط تهديدات من جانب كوريا الشمالية.

وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن نحو 56 ألف جندي كوري جنوبي و30 ألف جندي أميركي يشاركون في التدريبات التي تجرى سنويا منذ عام 1975.

وهدد مسؤولو كوريا الشمالية بالرد بصورة عنيفة. ونشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية بيانا للأركان العامة للجيش تقول فيه إن «جيشنا وشعبنا سوف يستخدم المطرقة الحديدية في ضربة مضادة من دون رحمة».

من جهته، أبلغ الأميرال يانغ يي وهو باحث كبير في جامعة الدفاع الوطني في بكين «رويترز» أن الصين «قلقة» أيضا من التدريبات المشتركة التي تجري بين الآلاف من القوات الأميركية وقوات كوريا الجنوبية. وصرح يانغ أن تلك التدريبات ومعظمها برية يمكن أن «تثير غضب» كوريا الشمالية وتشعل التوترات الإقليمية.

وقال يانغ إن الصين ترى أن الخطر الأكثر مباشرة يكمن في اعتزام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إجراء مناورات بحرية مشتركة جديدة مع كوريا الجنوبية تتضمن دخول حاملة طائرات أميركية البحر الأصفر الفاصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية.

ولم يعلن البنتاغون عن موعد تلك المناورة بعد، التي قال يانغ إنها ستكون قريبة بشكل استفزازي من المركز السياسي والاقتصادي لشمال الصين.

وقال يانغ في اتصال هاتفي: «إذا دخلت الولايات المتحدة البحر الأصفر لا يمكن للصين استخدام القوة المسلحة لمنعها. فهذا يخاطر بحدوث اشتباك مسلح، وهذا لن يكون من الحكمة في شيء بالنسبة للصين والولايات المتحدة، لكن إذا أصرت الولايات المتحدة على المضي قدما فهذا سيكون كمن يطعن يده بسكين. سيضر هذا بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة على المدى الطويل».

وتنم تصريحات يانغ إلى جانب كثير من التعليقات التي نشرت في الصحيفة العسكرية الرئيسية في الصين ومنها تعليق بقلم يانغ، عن استمرار التوتر بشأن المناورات العسكرية وإضرارها بالعلاقات مع عدم وصول الأمر إلى مواجهة عسكرية في البحر.

وتساءل يانغ قائلا: «كيف سينظر المخططون الاستراتيجيون العسكريون في الصين إلى هذا.. حين تستعد الولايات المتحدة لاستخدام قوتها العسكرية لتهديد المصالح القومية للصين؟ ماذا بوسعنا أن نفعل؟ سيكون علينا أن نعزز جيشنا».

وزاد التوتر بين بكين وواشنطن حول مزاعم السيادة الصينية على مناطق بحرية، والأنشطة البحرية الأميركية من المنغصات القائمة بين البلدين التي تصاعدت هذا العام بشأن تايوان والتبت والسياسة المتعلقة بالإنترنت وسياسة سعر صرف العملة. وانتقدت الولايات المتحدة مؤخرا مزاعم الصين بالسيادة على مناطق في بحر الصين الجنوبي تتنازعها أيضا تايوان وعدد من دول جنوب شرقي آسيا. وتقول الصين إن تلك المناطق البحرية والجزر المنتشرة فيها هي في «قلب» مصالحها القومية. وأجرت الشهر الماضي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات بحرية في بحر اليابان قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية. وكان من المقرر في بادئ الأمر إجراء تلك المناورات في البحر الأصفر الأقرب إلى سواحل الصين لكنها نقلت إلى الجانب الآخر من شبه الجزيرة الكورية بعد اعتراضات بكين.

إلى ذلك، ينتظر أن توقع الصين والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفاقا حول السلامة النووية، خلال زيارة يوكيا أمانو رئيس الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى الصين.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس أن الجانبين سيقومان بتعزيز التعاون في مجال تدريب الأفراد والسلامة النووية في شرق آسيا وفي أنحاء العالم، وفقا لمسودة الاتفاق.

وخلال اجتماعه مع أمانو في بكين صباح أمس، قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ ده جيانج إن الصين تولي اهتماما كبيرا للاستخدام السلمي للطاقة النووية والسلامة النووية.

وقال تشانغ: «تقوم الصين بتعزيز أعمال سلامتها النووية وأوفت بدقة بالتزاماتها في ما يتعلق بعدم انتشار الأسلحة النووية، في حين تشارك بنشاط في التعاون الدولي حول عدم انتشار الأسلحة، والسلامة النووية».

وتعهد تشانغ وأمانو، وهو دبلوماسي ياباني تولى رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ديسمبر (كانون الأول) 2009، بتعزيز التبادل والتعاون بين الصين والوكالة.