البيت الأبيض ينفي «تهديد» تركيا بحرمانها من أسلحة أميركية بسبب علاقاتها بإيران وإسرائيل

واشنطن تؤكد قوة علاقاتها مع أنقرة بعد تقرير إخباري حول توبيخ أوباما لأردوغان

الرئيس الأميركي باراك أوباما يتحدث إلى عمال احدى شركات الطاقة في ويسكونسن أمس قبل انتقاله الى كاليفورنيا (رويترز)
TT

نفى البيت الأبيض أمس تقريرا نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» أفاد بأن واشنطن حذرت أنقرة من أن صفقة عسكرية بين البلدين قد تتأثر بسبب الموقف التركي من إسرائيل وإيران. وأفادت الصحيفة بأن مصادر أميركية لم تكشف هويتها قالت إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد أبلغ رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن «بعض تصرفات تركيا قد تسببت في إثارة أسئلة في الكونغرس»، منها أسئلة حول «الثقة في تركيا كحليف». وأضافت الصحيفة أن تأزم العلاقات التركية - الإسرائيلية على خليفة الهجوم على «أسطول الحرية»، بالإضافة إلى تصويت تركيا ضد قانون مجلس الأمن لفرض المزيد من العقوبات على إيران في يونيو (حزيران) الماضي، جعل أوباما يبلغ أردوغان أن تصرفات الحكومة التركية قد تؤثر على حصولها على طائرات من دون طيار، وتجهيزات عسكرية أخرى.

ونفى الناطق باسم مجلس الأمن القومي، مايك هامر، وجود فتور بين البلدين، قائلا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا علاقة عميقة وقوية مع تركيا، وهي حليف مهم من حلف الشمال الأطلسي (الناتو)». وشدد على أن العلاقات بين أوباما وأردوغان جيدة، موضحا أن «الرئيس أنشأ حوارا بناء مع رئيس الوزراء أردوغان منذ لقائهما الأول في أبريل (نيسان) 2009 في أنقرة، بل إن القائدين تحدثا هاتفيا مؤخرا، قبل نحو 10 أيام، لبحث الوضع في العراق».

وحول التقرير في صحيفة «فايننشيال تايمز»، قال هامر: «لدينا محادثات مستمرة مع تركيا حول إيران وحادثة الأسطول، ولكن من غير الصحيح أنه تم إصدار نوع من تحذير أو الإنذار لتركيا». وتشدد واشنطن على أنها مثل غيرها من الحلفاء والشركاء، فإن هناك بعض نقاط الاختلاف مع تركيا، إلا أن تلك الخلافات تتم مناقشتها عبر التفاهم والاحترام. ويذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، على تواصل مكثف مع نظيرها أحمد داود أغلو.

وأكد نائب الناطق باسم البيت الأبيض بيل بروتون هذا الموقف، نافيا «إصدار أي إنذار» لتركيا، قائلا: «لا أعلم من أين جاءت (فايننشيال تايمز) بهذا». وأكد بورتون «النفي بشكل قاطع» للخبر الذي اعتمد على تصريحات مسؤول أميركي لم يذكر اسمه.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية القول: «أبلغ الرئيس أوباما أردوغان أن بعض التحركات التركية أثارت تساؤلات في الكونغرس.. وهل ما إذا كان بإمكاننا أن نثق في تركيا كحليف. وهذا يعني أنه سيكون من الصعب بالنسبة لنا أن نمرر عبر الكونغرس بعض الطلبات التي قدمتها تركيا، مثل إمدادها ببعض الأسلحة لمحاربة حزب العمال الكردستاني».

وذكرت الصحيفة أنه عندما التقى الزعيمان نهاية شهر يونيو على هامش قمة مجموعة العشرين في كندا، قال أوباما لأردوغان إن الأتراك لم يتصرفوا كحليف خلال عملية التصويت على العقوبات في الأمم المتحدة، وطالب أنقرة بتخفيف «اللهجة» فيما يتعلق بالاعتداء الإسرائيلي على السفينة التركية، التي كانت تحمل مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وأسفر عن مقتل تسعة أتراك.

وقال المسؤول الأميركي للصحيفة: «عليهم أن يثبتوا لنا أنهم حريصون بصورة جدية على مصالح الأمن القومي الأميركي»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستراقب التصرفات التركية ثم ستقيم «ما إذا كانت هناك جهود كافية تبرر إمكانية تلبية طلبهم».

وكانت واشنطن قد عبرت عن «خيبة أمل» من تصويت تركيا ضد قرار مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة على إيران في يونيو الماضي، بينما امتنعت عن التنديد بهجوم إسرائيل على «أسطول الحرية» الذي أدى إلى مقتل 9 أتراك، نهاية مايو (أيار) الماضي. وعلى الرغم من الاختلاف بين تركيا والولايات المتحدة في وجهات النظر حول القضيتين، تؤكد مصادر أميركية التواصل مع تركيا التي تعتبرها حليفا. وهناك نقاط توافق بين البلدين حول عدد من القضايا في المنطقة، منها السلام في الشرق الأوسط والعراق وأفغانستان.

ومع تأزم العلاقات التركية - الإسرائيلية هناك حاجة تركية أكبر للمعدات الأميركية. إلا أن تفاصيل الصفقة الجديدة غير واضحة بعد. ولم ترد السفارة التركية في واشنطن على استفسارات «الشرق الأوسط» حول هذه القضية.

وأشارت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية إلى أن هذا التحذير «شديد الأهمية»، خاصة أن أنقرة ترغب في شراء طائرات أميركية من دون طيار، مثل طائرات «ريبر» القادرة على حمل صواريخ، للاستعانة بها في الهجوم على مواقع حزب العمال الكردستاني بعد الانسحاب الأميركي من العراق، المقرر نهاية العام المقبل.

ويتخذ مسلحو الحزب قواعد لهم في المناطق الجبلية النائية شمال العراق قرب الحدود التركية.