اليمن: رفع اليقظة الأمنية في 7 محافظات تحسبا لهجمات إرهابية

الحكومة تقول إن تنظيم القاعدة يعاني من العزلة

TT

رفعت أجهزة الأمن اليمنية، أمس، من يقظتها الأمنية في عدد من المحافظات، وذلك تحسبا لأعمال إرهابية وتخريبية، يعتقد أن تنظيم القاعدة يحضر لشنها في تلك المحافظات، ونصت توجيهات قيادة وزارة الداخلية اليمنية على تشديد الحراسات والإجراءات الأمنية حول المرافق والمنشآت الحيوية الهامة الموجودة في محافظات حضرموت، وأبين، وشبوة بالإضافة إلى مأرب، والجوف، وصعدة.

وقالت الوزارة إن هذه المحافظات يتوقع أن تقوم «العناصر الإجرامية والتخريبية بالمغامرة فيها والقيام بعمليات تخريبية على أراضيها»، ولذلك جرى التوجيه برفع جاهزية ويقظة الأجهزة الأمنية هناك لـ«مواجهة كافة الاحتمالات الممكنة وإحباط أي أعمال تخريبية وإجرامية تستهدف أمن المجتمع واستقراره».

وفي موضوع مماثل وفي إشارة غير مباشرة إلى وجود تهديدات أمنية للسياح الذين يرتادون محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من العاصمة صنعاء، والتي تتميز بوجود مناطق سياحية وجبلية شاهقة وتعد إحدى المناطق التي يقصدها السياح، خاصة هواة ومحترفي الطيران الشراعي، فقد صدرت تعليمات جديدة عن قيادة وزارة الداخلية اليمنية إلى أجهزة الأمن في المحافظة الهادئة التي لم يسبق لها أن شهدت أي أعمال إرهابية، وتنص، تلك التعليمات لإدارة أمن المحافظة، على القيام بـ«تشديد إجراءاتها الأمنية في المناطق السياحية بالمحافظة منعا لحدوث أي أعمال تخريبية»، دون إيراد المزيد من المعلومات حول نوعية المخاطر التخريبية التي تتهدد السياح الأجانب في تلك المنطقة، التي شددت الوزارة على أهمية تنشر فيها الدوريات «في الخط العام» الذي يربط بين محافظتي المحويت وصنعاء و«تغطية ذلك بدوريات من الأمن المركزي والنجدة إلى جانب نشر التحريات على امتداد الطريق لتأمين النشاط السياحي بالمحافظة وإفشال أي أعمال قد تستهدف المترددين على المحافظة من السياح»، في وقت جرى التأكيد على ضرورة «تحلي مختلف الأجهزة الأمنية بالمحويت باليقظة الدائمة والاستعداد العالي لمواجهة أي طارئ وأي أعمال تخريبية محتملة».

إلى ذلك، قالت الحكومة اليمنية إن تنظيم القاعدة في اليمن يعاني من العزلة، وتعهدت بالاستمرار في «حملة الملاحقة للعناصر الإرهابية»، وذلك بعد ساعات من استسلام أحد قيادات التنظيم في شرق اليمن، وأيام قلائل على الإعلان عن قائمة أو دليل جديد يتضمن أسماء وصور 8 من المطلوبين في تهم الإرهاب، وزع على فروع الأجهزة الأمنية في المحافظات، بعد أن شهدت بعض مناطق البلاد سلسلة من العمليات الإرهابية التي استهدفت أجهزة أمنية ورجال امن.

وأرجعت صنعاء ما سمته بـ«عزلة القاعدة» إلى «نجاح الأجهزة الأمنية في شل حركتها، وبسبب حملة الملاحقة التي أجبرتهم على الاختباء في جحور الجبال، وفي مناطق وعرة نائية خالية من أي حياة»، وجاء هذا الموقف بعد ساعات قليلة على الإعلان عن استسلام المسؤول الأول في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، بمحافظة الجوف الواقعة في شرقي البلاد، جمعان صافيان، للسلطات، بعد حملة ملاحقة رغم أنه ليس من الأسماء المعروفة في السابق، واعتبرت الداخلية اليمنية استسلام صافيان نجاحا لـ« الطوق الأمني المحكم الذي تفرضه الأجهزة الأمنية حول عناصر تنظيم القاعدة»، ويعبر عن «نجاح حملة الملاحقة لهذه العناصر التي تجري على مدار الساعة»، وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن الحملة ستتواصل وإن عناصر «القاعدة»، في البلاد، سيظلون «هدفا لضربات الأجهزة الأمنية إلى أن يقوموا بتسليم أنفسهم أو استئصال شأفتهم بصورة نهائية».

وكان المسؤول الأول عن تنظيم القاعدة في محافظة الجوف اليمنية بشمال البلاد، جمعان صافيان، استسلم للسلطات بعد ملاحقة دؤوبة، رغم أنه لم يعرف بوجود رسمي لـ«القاعدة» في هذه المحافظة النائية التي تعاني من شح في الموارد الطبيعية وتعد من أكثر المحافظات اليمنية فقرا وسطوة للقبيلة في نطاقها الجغرافي.

وتواصل أجهزة الأمن اليمنية ملاحقة عدد من المطلوبين بتهم في الإرهاب، في حين سلم البعض أنفسهم، الأشهر الماضية، إلى الجهات المختصة، وآخر من سلم نفسه قبيل صافيان، هو حمزة الضياني الذي سلم نفسه إلى السلطات في محافظة مأرب المجاورة لمحافظة، في مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي، وذلك بعد وساطات قامت بها شخصيات قبلية نافذة في المنطقة، في الوقت الذي ما زالت تجري عملية ملاحقة لعشرات من المطلوبين بتهم الإرهاب.