يا خوفي على الأخضر

موفق النويصر

TT

تتحفنا القناة الرياضية السعودية في هذه الأيام بإعادة مجموعة من أهم المباريات التي خاضها المنتخب السعودي الأول خلال السنوات الخمس الأخيرة، تحت إشراف المدربين كارلوس باكيتا، وخوليو سيزار أنجوس، وناصر الجوهر وأخيرا جوزيه بيسيرو.

وما يميز هذه الإعادة، تركيزها على أهم اللمحات الفنية التي قدمها المنتخب الأول في كل مباراة أو بطولة شارك فيها تحت إشراف هؤلاء المدربين.

والمتابع لهذه المباريات يستطيع أن يلمس عدة أشياء، في مقدمتها أن هناك عددا محدودا جدا من اللاعبين، لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، ثابتون في تشكيلة المنتخب، وهم: ياسر القحطاني، مالك معاذ، سعود كريري، أسامة هوساوي، فيما تعاقب على باقي المراكز عدد كبير جدا من اللاعبين، بدءا من حراسة المرمى وانتهاء برأس الحربة. كما حضر لاعبون في أوقات وظروف معينة، بحضور مدربين معينين، وغابوا في أوقات أخرى، إما للإصابة أو لتدني مستواهم الفني أو السلوكي.

وفي تقديري أن فترة البرازيلي أنجوس تعد الأبرز خلال السنوات الخمس الأخيرة، عطفا على وضوح شخصية المنتخب فيها بشكل بارز داخل الملعب، بالإضافة إلى النتائج التي تحققت معه، وتقديمه لأسماء عدة اختفت بعد رحيله عن الإشراف على المنتخب الأول، أمثال أحمد وكامل الموسى، أحمد البحري، وليد عبد ربه، ياسر المسيليم.

الجميل في متابعة هذه المباريات وبشكل متصل، معرفة حجم العمل الذي قدمه كل مدير فني مع المنتخب خلال فترة إشرافه عليه، وجوانب النجاح التي تحققت معه أو الإخفاقات التي تعرض لها، كما تظهر جليا نتائج الاختيارات المتوالية للقيادات التدريبية للمنتخبات السعودية.

ما يهمنا في الفترة الحالية هو تجديد تكليف السيد جوزيه بيسيرو للإشراف على المنتخب الأول في مشاركاته المقبلة، والمتمثلة في بطولة الخليج باليمن، ونهائيات كأس أمم آسيا في دوحة قطر.

وعطفا على ما يقدمه الآن المنتخب السعودي من أداء خلال مبارياته الاستعدادية، سواء تلك التي لعبها داخل السعودية، أو خلال معسكره الإعدادي في النمسا، ما زلت مصرا على أن السيد بيسيرو لا يمتلك أبدا الحلول الهجومية للفريق، وما تحقق للمنتخب من أهداف خلال مبارياته السابقة (الرسمية أو الإعدادية) هي نتاج اجتهادات اللاعبين، علاوة على أن أداء المنتخب داخل الملعب لم يشهد أي تطور طوال فترة إشرافه عليه، ناهيك عن العشوائية وعدم التنظيم التي ترافق أداء اللاعبين.

لذلك، أخشى أن يسرقنا الوقت في التجريب والتجريب، لنجد أنفسنا أمام استحقاقات مهمة من دون أن نكون مستعدين لها، ومن ثم لا نجد الوقت الكافي للمعالجة، عندها لن ينفعنا الندم، كما لن تنفعنا تزكية الداهية جوزيه مورينهو لمواطنه بيسيرو، لنفاجأ بتكليف جديد للوطني ناصر الجوهر، لإكمال ما عجز عن تنفيذه بيسيرو، وعندها لن نملك سوى القول «يا خوفي على الأخضر».

[email protected]