دييغو صانع ألعاب يتعين على اليوفي التمسك به

فابيو بيانكي

TT

بغض النظر عن المسألة المادية، من السهل معرفة الأسباب التي من أجلها لا يتعين على نادي يوفنتوس بيع لاعبه البرازيلي دييغو ريباس داكونها. وفي كرة القدم التي تعتمد على القوة والسرعة والخطط الفنية يحتاج الأمر دائما وجود اللاعب الذي يمكنه الخروج على طرق اللعب التقليدية وخلق الفرص التي لا تتوقعها، حيث يمر بسهولة من الخصم ويخلق لفريقه التفوق العددي. وقد يكون مورينهو مدربا فريدا ومتميزا، وقد يكون الإنتر فريقا يضم مجموعة من اللاعبين الأفذاذ، ولكن من دون وجود شنايدر في صفوف الفريق هل كان بإمكان الإنتر تحقيق بطولة دوري الأبطال؟ ويعتبر دييغو هو اللاعب الوحيد في صفوف فريق اليوفي الذي يتمتع بالموهبة الخالصة والقدرة على اللعب الابتكاري. ولا يبدو أن هناك بديلا مناسبا لدييغو بين اللاعبين الذين يسعى نادي اليوفي للتعاقد معهم في سوق الانتقالات، وذلك لأن عدد اللاعبين أصحاب المواهب الحقيقية قليل في لعبة كرة القدم، فضلا عن أن هذه القلة تكلف الأندية مبالغ طائلة من أجل ضمهم. وهل سيستطيع هؤلاء اللاعبون الذين يسعى النادي إلى التعاقد معهم أن يحققوا طفرة في أداء الفريق؟ لا نعتقد ذلك.

إن دييغو الذي أبدع في أروع لحظاته مع فريقه الأسبق فريدر بريمن هو اللاعب الوحيد بين صفوف اليوفي الذي بإمكانه تقديم المهارة والإمتاع إلى جماهير اليوفي. وقد أخفق اللاعب البرازيلي في ذلك إلى حد كبير الموسم الماضي، ولكن يمكن القول أيضا إن الفريق وتخبط أحوال النادي كانا «عونا» له في هذا الإخفاق. ويستحق دييغو هذا الموسم أن تتاح له الفرصة الحقيقية للظهور، لا سيما أنه سينطلق في الموسم الجديد بأفكار أكثر وضوحا. وترجع هذه الأفكار الأكثر وضوحا إلى وجود كل من ماروتا وديل نيري (المدير العام للنادي ومدرب الفريق على الترتيب). ولا بد هنا من الحديث عن الجانب الخططي لفريق اليوفي وتأثيره على أداء دييغو. إن الجميع يعرفون جيدا أن ديل نيري المدرب الجديد لليوفي مغرم بطريقة 2-4-4، تلك الطريقة التي انطلق بها مع نادي كييفو واستمر بها بعد ذلك. فهو يفضل أن يكون لديه جناحان على جانبي الملعب، ينطلقان أمام ظهرين نشيطين، ويمكنهما أيضا تغطية الملعب، كما يروق له اللعب بلاعبي رأس حربة متقدمين، أو أن يكون أحدهما متقدما في مركز رأس الحربة الصريح والآخر في مركز رأس الحربة الثاني. ولا يفكر ديل نيري كثيرا بشأن صانع ألعاب للفريق لأن ذلك قد يحد من نشاط وإنتاج الجانبين. إن ديل نيري مدرب يتمتع بالذكاء ويعرف جيدا كيف يمكنه تطوير طريقة لاعبه وتطويعها للظروف. وهذا ما قام به بالفعل أثناء توليه قيادة فريقي أتلانتا وسمبدوريا حينما لعب بطريقة 1-1-4-4 معتمدا على دوني في الفريق الأول وكاسانو في الفريق الثاني.

وتتبقى النقطة الأخيرة المتعلقة بالجانب النفسي. لقد أظهر دييغو في لقاء اليوفي أمام الميلان ضمن بطولة تيم الودية مدى رغبته في البقاء في صفوف الفريق (بطريقة اللعب والسلوك)، كما أظهر قدرته على أن يكون لاعبا حاسما بالنسبة للفريق. إن الدوافع والحماس هي كل شيء في كرة القدم، وديل نيري يعرف ذلك جيدا، وقد أعلن عن موقفه صراحة عندما طالب إدارة النادي بالاحتفاظ بدييغو.