جامعة سعودية تستبدل الكتب والورق بالدراسة على «الجوال»

ضمن خطة لرفع الطاقة الاستيعابية إلى 50 ألف منتسب

استخدام التقنية أحد الأهداف الرئيسية للتواصل بين الجامعة والطالب («الشرق الأوسط»)
TT

شرعت جامعة الملك عبد العزيز بجدة في إدخال الهاتف الجوال في تحميل المحاضرات والدراسات لجميع الكليات النظرية والعلمية بدءا من العام الدراسي المقبل كأول جامعة عربية تدخل هذه التقنية في تدريس مناهجها، وذلك ضمن خطتها الاستراتيجية لزيادة الاستيعاب الجامعي بـ50 ألف طالب وطالبة، الأمر الذي ينعكس على التخفيف من أعباء مالية لوزارة التعليم العالي تتركز في توفير مقاعد دراسية ومواقف سيارات وتوفير فرص تعليمية لأبناء الهجر والقرى دون الحاجة للانتظام الدراسي والحضور اليومي إضافة إلى توديع المناهج الورقية لـ80 في المائة من مناهجها وتحويلها إلى مناهج إلكترونية.

وقال الدكتور هشام البرديسي عميد التعليم عن بعد بجامعة الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الخطة تم اعتمادها يوم السبت الماضي بعد إقرار اللائحة التنظيمية للتعليم عن بعد بوزارة التعليم العالي دون أن يكون هناك فوارق مع التعليم المنتظم سواء في التصنيف التعليمي أو حتى في القبول والترشيح في الوظائف».

وأضاف البرديسي «أن الخطة تمت صياغتها بعد عمل ورش عمل مكثفة والاستعانة بخبرات دولية ومشاركة من قبل القطاع الحكومي والخاص وخرجت التوصيات باقتراحات كثيرة تهدف في المحصلة إلى زيادة استيعاب الطلاب والطالبات تدريجيا إلى الوصول إلى 50 ألف منتسب بالجامعة».

وتأتي موافقة وزارة التعليم العالي عن زيادة التوسع في الجامعات السعودية عن طريق التعليم عن بعد لوقف شراء الشهادات من قبل جامعات غير معتمدة بالوزارة، وديوان الخدمة المدنية الجهة الرئيسية لتوظيف واعتماد التوظيف والمناصب الحكومية، التي تتراوح أسعارها ما بين 20 إلى 40 ألف ريال سعودي.

وأوضح البرديسي «أن استخدام التقنية كان أحد الأهداف الرئيسية للتواصل بين الجامعة والطالب بعد التجارب الناجحة في التعلم عن طريق الإنترنت للدفعات الأولى قبل 3 أعوام لطلاب التعليم عن بعد لتخصصات نظرية محدودة والمتوقع تخرجهم هذا العام والفصل الدراسي المقبل». وأضاف «تمت الموافقة على استخدام الجوال في المساعدة في التواصل التعليمي عن طريق تحميل المقررات والمحاضرات الدراسية بالصوت والصورة، بما يسمح باستخدامها باستيعاب المقرر وكأنه بداخل الفصول الدراسية وذلك عن طريق الحصول على رقم سري لكل منتسب وعندها يتم تحميل جميع المقررات الفصلية لكل مواد الفصل الدراسي عبر الهاتف الجوال مجانا».

وأشار عميد التعليم عن بعد هشام البرديسي إلى أهداف تطمح فيها جامعة الملك منها المساعدة في نجاح هذا المشروع من خلال تحويل وتطويل المناهج إلى مناهج مضغوطة ومحملة في شرائح ممغنطة وإلكترونية ومتوائمة مع احتياجات سوق العمل لضمان حصول الخريج على فرص عمل مناسبة.

وبين البرديسي «أن هذا الأسلوب من التعليم معتمد في جميع العالم وخاصة في الجامعات العالمية والعريقة وهو أسلوب يتيح فرص عمل مناسبة للعاجزين عن الانتظام في المقاعد الدراسية كالموظفين وأبناء القرى والراغبين في إكمال دراستهم للمرحلة المتقدمة في الدراسة العليا كالماجستير والدكتوراه إضافة إلى التخفيف عن الجامعات السعودية في إنشاء مبان وفصول دراسية إضافة إلى التخفيف عن بعض الجهات الحكومية كالمرور، الأمر الذي يقلل من حدة الزحام والحوادث في أوقات الصباح والظهيرة».

واستطرد الدكتور هشام «سوف تستعين بتقنيات التعليم عن بعد في توفير فرص تدريبية مهنية تحتاجها سوق العمل سواء لطلاب ومنتسبي الجامعة أو من خارجها بمختلف المناطق وبرسوم بسيطة تساعد في توفير الارتقاء الوظيفي للعاملين بالقطاع العام والخاص».

وحول إمكانية إدخال قناة فضائية تعليمية لطلاب التعليم عن بعد أسوة بجامعات عربية كجامعة عين شمس وجامعة القاهرة، قال البرديسي «هذا التوجه يدرس لدى إدارة الجامعة وبعض الجهات الحكومية ذات العلاقة، ولكنه ليس ضمن الخطط المعتمدة حاليا، ولكن استخدام الإنترنت والهاتف الجوال هو أكثر الوسائل التعليمية حاليا قربا من الطلاب والأسهل في حفظها وإعادة استذكارها في أي وقت».