مفارقة رمضانية.. انحسار حوادث السير في حائل مقابل زيادة حروق النساء

الحرارة المرتفعة أحدثت تراجعا قسريا في الشوارع

TT

تشهد منطقة حائل هذه الأيام، مفارقة رمضانية، تتمثل في تفوق الحوادث التي تقع في المطبخ، على تلك التي تقع في الطرقات، وهو الأمر الناجم عن انحسار الحركة المرورية خلال فترة النهار، والتنافس المحموم بين ربات البيوت للتفوق بأكبر عدد من الأطباق الرمضانية على مائدة الإفطار.

ويعد شهر رمضان من أقل الأشهر تسجيلا للحوادث المرورية في منطقة حائل هذا العام، وسط تأكيدات رسمية، وذلك بعد أن أدت الحرارة المرتفعة مع الصوم إلى انحسار الحركة نهارا بشكل قسري في ظل قيام عدد كبير من السكان والمقيمين بأخذ إجازتهم السنوية خلال هذه الشهر بعد دخوله في فصل الصيف، وهو ما أسهم في انخفاض الحركة المرورية واقتصار جلها على ساعات الليل.

ويؤكد مصدر في إدارة المرور بمنطقة حائل، أن معدل الحوادث خلال الأيام الماضية من هذا الشهر سجل أقل نسبة، مقارنة بباقي الأشهر من السنة على حد قوله، وهذه نسبة معتاد عليها في مثل هذه الأوقات، مشيرا إلى أن إدارة المرور في حائل تنفذ خطة خاصة بالشهر الفضيل.

وفي مقابل ذلك تستقبل الفرق الطبية العاملة في طوارئ مستشفيات منطقة حائل (شمال السعودية) من بعد الظهر حتى وقت قريب من ساعات الإفطار حالات عدة من الإصابات بالجروح والحروق للنساء تعرضن لها أثناء تجهيز وجبة الإفطار تم تصنيفها بأنها إصابات رمضانية.

وفي زيارة لـ«الشرق الأوسط»، إلى طوارئ مستشفى الملك خالد في حائل، قبل ساعة من الإفطار، تم رصد أكثر من 12 حالة من الإصابات المختلفة للنساء من حروق وجروح.

وقال أحد أعضاء الفريق الطبي المناوب إنه من المتعارف عليه في هذا الشهر، وخصوصا للعاملين في أقسام الطوارئ، أن من بعد الظهر حتى قبل الإفطار جل المراجعين من النساء المصابات بحروق مختلفة وأغلبها نتيجة لإعداد وجبة الإفطار بانسكاب زيت أثناء القلي أو نار الفرن، ويتم تصنيفها على حسب درجة الحرق، والبعض منهن يحتاج فترة علاج أطول.

إلى ذلك قالت الجوهرة الشمري، ربة منزل، إن هذه الإصابات معتاد عليها في رمضان نتيجة ضعف التركيز وكثرة الأعمال المنزلية ونوعية سفرة الإفطار التي تحتاج إلى جهد وإعداد كبيرين.

ومقابل كثرة الإصابات بين ربات المنازل، أصبح هناك نوع من الحذر الذاتي والتلقائي من تكرار معانات صديقة أو قريبة.

ومن أصعب المواقف تذكر الجوهرة أن واحدة من قريباتها تعرضت لحرق في وجهها أثناء إعدادها «للقيمات» (أكلة محلية) بعد تفجر الزيت في وجها مما شوه وجهها وجعلها تخضع لعمليات تجميلية في منطقة الوجه.