إضراب في النقب ومقاطعة إفطار رمضاني دعا إليه بيريس في بيته

TT

عقب الهجوم الذي نفذته الشرطة الإسرائيلية، أمس، وهدمت خلاله للمرة الرابعة جميع بيوت الصفيح في قرية العراقيب في صحراء النقب، عقدت لجنة المتابعة العربية العليا (التي تقود النشاط السياسي لفلسطينيي 48)، اجتماعا طارئا في أراضي القرية تحت حر الشمس القائظ وقررت إعلان الإضراب العام في النقب والإضراب التضامني في جميع السلطات المحلية العربية وكذلك قررت إعادة بناء البيوت المهدمة من جديد. وكانت السلطات الإسرائيلية قد قررت إزالة هذه القرية عن بكرة أبيها لكي تقطع الامتداد السكاني العربي من مدينة رهط جنوبا حتى بئر السبع. ولكن الأهالي رفضوا هذا القرار وأكدوا أن أراضيهم هذه مملوكة وأنهم يسكنون فيها منذ عدة أجيال قبل أن تقوم إسرائيل. وستنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في قضيتهم مجددا في سبتمبر (أيلول) القادم.

ووصفت صباح الطوري، إحدى نساء قرية العراقيب التي هُدم بيتها بالذات للمرة الثلاثين خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما جرى أمس فقالت: «دخلوا القرية الساعة الخامسة صباحا أي بعد السحور وأمرونا بمغادرتها ومنعونا من إخراج الأثاث أو أي أغراض أخرى منها، وراحوا يهدمونها بيتا بيتا». وأضافت الطوري، التي باشرت وأهلها بعملية إعادة بناء بيتها: «كل مرة يهدمون بيوتنا سوف نقوم ببنائها مباشرة..».

وذكرت كيف أقدمت قوة من الشرطة على ضرب المحامي أيمن عودة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية، واعتقاله للمرة الثانية خلال أسبوع. واعتبرت هذا الاعتقال انتقاميا، لأن عودة نقل سكنه من حيفا إلى العراقيب تضامنا مع سكانها. وقال الشيخ صياح الطوري أحد وجهاء قرية العراقيب ورئيس اللجنة المحلية للدفاع عنها والمُبعد منذ عدة أيام يقول: «هذه حكومة مجرمة، إذ تقوم جرافاتها الغادرة بهدم بيوتنا في الصباح الباكر وبقوات كبيرة من الشرطة مستغلة إبعاد الرجال عن القرية لتنفيذ مآربها».

وإثر هذه الفعلة، دعت لجنة العراقيب، قادة فلسطينيي 48 إلى الحضور إلى القرية لتناول الافطار مع أهلها على أنقاض القرية، ومقاطعة مأدبة الإفطار التي يقمها الرئيس بيريس، لهم في بيته. وقال محمد زيدان، رئيس اللجنة، إن موضوع العراقيب هو أحد المواضيع التي بسببها قرر مقاطعة الإفطار في بيت بيريس. وأضاف: «لقد تعرضت جماهيرنا في الشهور الأخيرة لهجمة عنصرية بشعة تمثلت في عدة قضايا، منها هدم بيوتنا وسن قوانين عنصرية ضدنا ولم نسمع السيد بيريس يتفوه ضدها. لذلك، لم أر مناسبا أن نشارك في إفطار احتفالي كهذا».