جدل في روسيا حول دور مركبة فضائية أميركية في الحرائق

موسكو تغير حاكم إقليم بسبب ضعف شعبيته

بوتين خلال حضوره حفل تخرج طيارين وأطقم إطفاء في قاعدة جوية خارج موسكو أمس (أ.ب)
TT

في حين بدأت موسكو وضواحيها مسيرة العودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، على وقع تساقط الأمطار الغزيرة التي خففت من وقع كارثة الحرائق ودخانها الخانق، راح الخبراء يعكفون على دراسة أسباب هذه الحرائق وما سبقها من جفاف عصف بمحاصيل العام الحالي. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن الخبير العسكري، نيكولاي كارافاييف، قوله إن سبب الارتفاع غير المسبوق لدرجة حرارة الجو هذا العام يعود إلى «مرتفع جوي هائل خيم على الجزء الأوروبي من روسيا الاتحادية، ممتصا الهواء الساخن من وسط آسيا». وعزا الخبير الروسي ذلك إلى احتمالات أن يكون إطلاق المركبة الفضائية الأميركية المسماة «X - 37B» الذي سبق الكارثة المناخية كان مرتبطا بتجريب سلاح مناخي جديد فوق روسيا كان من مهام إطلاق المركبة الأميركية.

غير أن صحيفة «إزفيستيا» سارعت لدحض هذا التفسير بقولها إن إطلاق المركبة الأميركية كان بتاريخ 23 أبريل (نيسان) الماضي، أي قبل وقت اندلاع الكارثة، فضلا عن أن صاروخ «أطلس» الذي يعمل بمحرك روسي كان قد حمل هذه المركبة إلى الفضاء الكوني، في حين أكدت أن المركبة الفضائية من هذا الطراز مصممة خصيصا لتدمير الأقمار الصناعية الأخرى، ولا تستطيع تغيير المناخ. وأكد على التوجه نفسه، ألكسي سافين، عالم الطبيعة الروسي الذي قال إن الإنسان لا يزال غير قادر على إدارة المناخ لأسباب تعود إلى أن التقنيات التي ينتجها البشر لا تستطيع إنتاج الطاقة المماثلة للطاقة الناتجة عن ثورة البركان الصغير، كما أنها لا تستطيع تثبيت المرتفع الجوى في منطقة بعينها لمدة تقرب من الشهرين. ومن جانبه أكد ألكسندر جينزبورج القائم بأعمال مدير معهد طبعة المناخ في موسكو أن ارتفاع حرارة الأرض يبقى السبب الرئيسي في اندلاع كل الكوارث المناخية، مشيرا إلى أن ثورات البراكين أو تسرب النفط في خليج المكسيك، على سبيل المثال، لا يمكن أن تكون سببا في اندلاع مثل هذه الكوارث.

وحول شأن روسي آخر، رفضت السلطات السياسية الروسية، منح محافظ كالينينغراد فترة ثانية، على أساس أنه يفتقر للتأييد الشعبي في هذا الإقليم الذي اندلعت فيها احتجاجات ضخمة ضد الحكومة، مطلع العام الحالي. ومع تعهد قادة المعارضة في إقليم كالينينغراد بتنظيم احتجاجات أخرى الأسبوع الحالي، قرر حزب روسيا الموحدة، وهو الحزب الحاكم في البلاد، بقيادة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، عدم تقديم اسم الحاكم جورجي بوس لإعادة تعيينه في منصب محافظ الإقليم. وقال فياتشيسلاف فولودين، نائب رئيس البرلمان الروسي والعضو بحزب روسيا الاتحادية في بيان: «لسوء الحظ، على الرغم من أن مستوى الدعم الذي يحظى به صديقنا ورفيقنا بوس وجيه إلى حد ما، إلا أنه غير كاف لاستمراره في عمله».

وكان الشعب هو الجهة التي تختار المحافظين في روسيا من خلال انتخابات عامة، إلى أن تغير الأمر عام 2004، عندما أصدر بوتين، الذي كان حينها رئيسا للبلاد، قرارا يمنح الرئيس مسؤولية تعيين هؤلاء المحافظين. ويختار الرئيس الآن المحافظين من قائمة من المرشحين يعدها الحزب الحاكم. وقال ناقدون إن هذه الممارسة قد جعلت المحافظين يدينون بالفضل للكرملين، وغير مبالين لمشاعر الشعب. وقال الرئيس ديمتري ميدفيديف إن التأييد الشعبي للحكام المحليين يعتبر أحد الأولويات، على الرغم من الطريقة التي يجري اختيارهم بها.