في النفق المؤدي إلى حجرة تبديل الملابس الخاصة بنادي النصر، وبعد دقائق من نهاية مباراة الفتح، ظهر الروماني رازفان كوسيتش وحيدا وبمعزل عن زملائه، متوكئا على قدمه اليسرى، وهو ما استرعى فضول «الشرق الأوسط» التي بادرته بسؤال عن سبب بقائه بعيدا عن رفاقه، والذين كانوا يحتفلون بصخب مع مدربهم الإيطالي زينغا نظير الفوز الكبير 4/2، وأجاب كوسيتش: قبل قليل كنت معهم وباركت لهم الانتصار وقمت بمعانقة الرئيس والمدرب وزملائي وأخبرتهم أنني مسرور من أجلهم، ولكنني لم أبالغ في الأمر كوني كنت حزينا للغاية على عدم مشاركتي في اللقاء وسبب حزني يعود إلى أن منظر الملعب وهو يكتسي بأنصار النادي بكثافة بالغة بث روح الحماس لدي، وأبهرني هؤلاء بصخبهم في التشجيع وبطريقتهم المهيبة في تحفيز اللاعبين وهو ما جعلني أتحسر على عدم وجودي على أرضية الملعب مع الفريق بسبب الإصابة، لكنها بالمناسبة خفيفة ولن تعيقني مستقبلا عن العودة إلى خارطة اللعب الأساسية.
وأضاف رازفان: هان علي الأمر كثيرا حينما اقترب مني الرئيس بلطف وأخبرني بطريقة مؤثرة بأنني ساهمت مع زملائي في تحقيق الفوز كوني عضوا في الفريق سواء لعبت أم لم ألعب، وتابع رازفان حديثه قائلا: لم يكن غيابي مؤثرا ولن يكون غياب أي لاعب مؤثرا في المستقبل لسبب بسيط كون زينغا حرص على زرع روح الفريق الواحد في أنفسنا كلاعبين طيلة فترة الإعداد وقال لنا بأننا نمثل كتلة متكاملة لا يجب أن تتأثر بغياب أي جزء منها، وفي المجمل كان رفاقي في الموعد وبدوا لي رائعين وهو ما جعلني أشعر بإمكانية حسم الأمور لمصلحتنا في أي لحظة من عمر اللقاء. و عن سر تواري ابتسامته خلف ملامح وجهه الجادة، أجاب كوسيتش: أنت تطلب مني أن أبتسم لا أن أقوم بالضحك وابتسامتي لا أتصور بأنها ستحضر إلى شفاهي إلا حال الفرح الشديد لأنني جاد وملتزم وصارم بشأن تطوير أدائي والتأثير بمستواي على اللاعبين ككل ومن يدري فقد تراني أبتسم وأقوم بالرقص مستقبلا في حال تحصل الفريق على إحدى البطولات هذا الموسم والتي من شأنها أن تسكن الفرح في نفوس أنصار النادي الأوفياء والمؤثرين.
الجدير ذكره أن رازفان انتقل إلى نادي النصر لمدة موسمين بعقد قيمته 3 ملايين يورو، ويعد رازفان من أهم لاعبي المنتخب الروماني، حيث شارك معه منذ 2005 وكانت أبرز مشاركاته في يورو 2008 بالنمسا وسويسرا.
وتردد أن النصر تعاقد مع اللاعب البالغ من العمر «27 عاما» بتوصية من مدرب الهلال السابق كوزمين.