أحمدي نجاد يكشف النقاب عن طائرة من دون طيار.. ويعتبرها «سفير الموت للأعداء»

إسرائيل تدعو إلى تكثيف الضغوط على طهران وتعتبر افتتاح محطة بوشهر النووية «غير مقبول»

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يعلن عن إنتاج طائرة من دون طيار «كرار» القاذفة للقنابل في حفل أقيم في طهران أمس (أ.ب)
TT

بعد يوم واحد من تدشين أول محطة نووية في إيران، كشفت الجمهورية الإسلامية أمس النقاب عن نموذج أولي لقاذفة قنابل من دون طيار طويلة المدى في أحدث إعلان ضمن مجموعة من الإعلانات عن معدات عسكرية جديدة إيرانية الصنع. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن هذه الطائرة تعتبر «سفير الموت للأعداء ونداء الإنقاذ للبشرية». وعلى منصة أمام مسؤولين عسكريين أزال أحمدي نجاد غطاء عن الطائرة «كرار» التي تقول إيران إنها أولى طائراتها طويلة المدى من دون طيار.

وفي كلمة خلال مراسم الاحتفال بالإعلان عن الطائرة قال أحمدي نجاد إن على إيران أن تسعى لامتلاك القدرة على القيام بهجمات وقائية ضد ما تعتبره تهديدا. غير أنه قال إن بلاده لن تبادر أبدا بالهجوم. وأضاف: «إذا كان هناك شخص جاهل أو مغرور أو طاغية يريد الاعتداء فإنه يجب على وزارة دفاعنا أن تصل إلى مرحلة تستطيع فيها بتر يد المعتدي قبل أن تقرر القيام بعدوان». وقال الرئيس الإيراني: «يجب أن نصل إلى مرحلة تكون فيها إيران مظلة دفاع عن كل الأمم المحبة للسلام في مواجهة المعتدين بالعالم. لا نريد شن هجوم في أي مكان. إيران لن تقرر أبدا شن هجوم في أي مكان، لكن ثورتنا لا يمكن أن تجلس بلا حراك في مواجهة الطغيان. لا يمكن أن نبقى غير عابئين». وقالت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، شبه الرسمية، إن حفل تدشين الطائرة الجديدة جاء على أعتاب الذكرى الحادية والثلاثين في المناسبة التي يطلق عليها يوم الصناعات الدفاعية، حيث حضر الرئيس الإيراني ورئيس هيئة الأركان وكبار القادة العسكريين. ووفقا للوكالة الإيرانية فإن «الطائرة تتميز بقدرتها على الوصول إلى الأهداف البعيدة مع حملها لكميات من المواد المتفجرة تطلق على تلك الأهداف»، غير أنه لم يعلن عن تفاصيل أخرى حول قدرات الطائرة الجديدة. وقال نجاد في الحفل إن «هذه الطائرة تعتبر سفير الموت للأعداء ونداء الإنقاذ للبشرية»، مضيفا أن «حيز ردود الفعل الإيرانية يشمل جميع مناطق الكرة الأرضية». وكان الرئيس الإيراني قد توعد في وقت سابق برد يشمل الكرة الأرضية في حال تعرض بلاده إلى أي هجوم.

وأضاف الرئيس الإيراني في الحفل أمس: «يجب أن نحقق التطور بحيث نصل إلى الحد الذي يجعل جميع أسلحة الأعداء عديمة التأثير في مواجهة القدرات الدفاعية الإيرانية، وفي هذا المجال فإن المهمة الرئيسية هي أن نجعل العدو يصاب بالشلل في أرضه، وبلا ريب فإن هذه الأهداف يمكن تحقيقها بالنسبة لقدرات إيران العظيمة».

وأشار أحمدي نجاد إلى أن «نطاق رد الشعب الإيراني على أي عدوان يستهدفه سيكون واسعا جدا، وأن جميع الخيارات مطروحة أمامه». وأضاف أن «على القوى المتغطرسة (الولايات المتحدة) أن تتخلى عن منطق الاستعلاء والأنانية ليمكن الجلوس إلى طاولة الحوار مع الشعب الإيراني، وإلا فإن الشعوب ستطيح بها»، حسبما أوردته وكالة «مهر» الإيرانية.

وجاءت تصريحات نجاد في الوقت الذي لم تستبعد فيه الولايات المتحدة وإسرائيل اللجوء لضربة عسكرية لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية، رغم نفي طهران الدائم وتأكيداتها بأنها لا تسعى وراء الأسلحة النووية وأن برنامجها للأغراض السلمية. وتم الكشف عن الطائرة «كرار» بعد يومين من التجربة «الناجحة» لصاروخ أرض - أرض من طراز «قيام» الذي يملك «ميزات تقنية جديدة وقدرة تكتيكية فريدة» بحسب وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي.

وقال الوزير إن هذا «الصاروخ أرض - أرض ليست له أجنحة وبالتالي فإن لديه قدرة تكتيكية كبيرة تحد من فرص رصده».

وينتظر أن تدشن إيران في الأيام المقبلة أيضا خطي إنتاج لزوارق سريعة من طراز «سراج» و«ذوالفقار» مجهزة بقاذفة صواريخ. وقد أكثرت إيران في الأشهر الأخيرة من إعلاناتها عن تطوير أسلحة جديدة، خصوصا أنظمة الصواريخ والطائرات من دون طيار والمراكب السريعة أو حتى الغواصات.

وجاء عرض الطائرة الجديدة «كرار» بعد يوم من بدء فنيين إيرانيين وروس تزويد أول محطة إيرانية للطاقة النووية «بوشهر» بالوقود لتزويد المدن الإيرانية بالكهرباء. ووصفت إسرائيل السماح لإيران بافتتاح محطة نووية بأنه «غير مقبول على الإطلاق».

وشددت الخارجية الإسرائيلية في بيان أمس على أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يكثف من ضغوطه على إيران لمنعها من المضي في برنامجها النووي.

وأضاف البيان الذي نقلته الإذاعة الإسرائيلية أنه «لا يعقل أن تستفيد دولة مارقة خارج حظيرة معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، وخارقة للقرارات الأممية وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من استخدام الطاقة النووية».

وتعتبر إسرائيل إيران أكبر تهديد استراتيجي لها، بسبب طموحاتها النووية وبسبب التصريحات التي يطلقها الرئيس الإيراني وكبار القادة الإيرانيين ويدعون فيها إلى محو الدولة اليهودية من على الخريطة.

ويقول مسؤولون إيرانيون إن المحطة ستولد ألف ميغاواط وهي كمية ضئيلة بالمقارنة مع طلب إيران من الكهرباء الذي سجل الشهر الماضي 41 ألف ميغاواط.

وأقامت روسيا مفاعل بوشهر الإيراني وستزوده بالوقود ثم تتسلم قضبان الوقود المستنفد التي من الممكن استخدامها في صنع البلوتونيوم الذي يستخدم بدوره في صنع أسلحة، وذلك تهدئة لمخاوف لها علاقة بالانتشار النووي.

ويفترض أن يستغرق تحميل 163 من قضبان الوقود في قلب المفاعل بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نحو أسبوعين وينتهي في الخامس من سبتمبر (أيلول) المقبل. ويحتاج المفاعل إلى أسبوعين بعد ذلك ليبلغ 50 في المائة من طاقته وليتم ربط المحطة بشبكة الكهرباء نهاية أكتوبر (تشرين الأول) أو مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، حسبما ذكر الناطق باسم المنظمة الإيرانية علي شيرزاديان.

وفرض مجلس الأمن الدولي مؤخرا سلة عقوبات رادعة على إيران بسبب برنامجها النووي، كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات استهدفت قطاع الطاقة، بينما فرضت واشنطن عقوبات أحادية استهدفت الشركات والمصارف والملاحة الإيرانية.