إيتو يقود الإنتر للفوز على روما وانتزاع كأس السوبر الإيطالية

المدرب الإسباني بينيتيز ينجح في اختباره الأول ويستعد للسوبر الأوروبية

TT

في أولى مبارياته مع مدربه الجديد الإسباني رافائيل بينيتيز، حقق فريق إنترناسيونالي الإيطالي اللقب الرابع له في عام 2010 بإحرازه كأس السوبر الإيطالية أمام فريق روما، غريمه التقليدي في المواسم الأخيرة، بـ3 أهداف مقابل هدف، وذلك بعدما كان قد نجح في تحقيق 3 ألقاب من قبل مع مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينهو وهي: كأس إيطاليا، الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا، على أمل أن يكمل «الجراند سلام» عندما يلعب الجمعة المقبلة على اللقب الخامس أمام أتلتيكو مدريد الإسباني في مباراة كأس السوبر الأوروبية والتي تقام في مونت كارلو بفرنسا.

في البداية، تقدم ريزه لفريق روما في الدقيقة 21 من شوط المباراة الأول، لكن بانديف أدرك التعادل للإنتر في الدقيقة 41، وفي الشوط الثاني قال صامويل إيتو كلمته بقوة بهدفين سجلهما في الدقيقتين 25 و35.

وهكذا واصل الإنتر سلسلة انتصاراته تاركا في روما مرارة المزيد من خيبة الأمل. أظهرت المباراة نقاطا إيجابية وسلبية لكن للأسف ليس فقط بخصوص الفريقين، فقد تم إيقاف المباراة لخمس دقائق بعد هدف الإنتر الثاني لإيتو حينما تواصل إطلاق القنابل الدخانية ومن بداية المباراة حتى وصلت إلى مستويات مخزية والتي تؤكد أن كرة القدم الإيطالية مريضة في جذورها بنوع معين من الجماهير.

كما هو الحال في الموسم الماضي، أظهر فريق العاصمة امتلاكه للمهارة ذاتها التي يمتلكها الإنتر لكن ليس بنفس الاستمرارية. وهكذا، بعد شوط أول اقترب فيه من حد الكمال، لكنه في الثاني بدا متراجعا مؤكدا أن الفارق تحديدا هو قدرة لاعبي الإنتر على فرض أسلوبهم وشخصيتهم ومهاراتهم الفردية ومستغلين أخطاء الخصوم مثلما يجيد الكبار وحدهم القيام بذلك.

وعقب الفوز صرح بينيتيز قائلا: «نحن سعداء من أجل الجماهير، لقد حققنا فوزا هاما ومستحقا جاء ثمرة أداء جيد. وأكثر ما أعجبني في اللقاء كان تصميم اللاعبين. لقد تأخرنا بهدف ولم يكن من السهل تعويض ذلك. لقد رأيت ذكاء من جانب اللاعبين في التعامل مع الموقف الصعب، لأنهم لم يستسلموا واحتفظوا بتركيزهم واستمروا في الهجوم حتى بعد الوصول لنتيجة 3/1. إنه أمر هام للغاية، وسنتحدث فيما بعد عن الجوانب السلبية لكن دعونا الآن نفرح». وعندما تم تذكيره بتصريحات مورينهو المستفزة التي قال فيها «لن يحقق بينيتيز الفوز أبدا مع الفريق مثلما فعلت أنا»، جاءت إجابته مماثلة لرده السابق على تلك التصريحات حيث قال: «إن اللاعبين والنادي هم الذين يحققون الفوز، وما عدا ذلك يأتي في النهاية». وعندما قدم زانيتي قائد فريق الإنتر الكأس لبينيتيز تراجع المدرب قليلا قائلا للاعبين: «إنه كأسكم، إنه كأسكم». لكن اللاعبين «أجبروه» بعد ذلك على التقاط صورة مع الكأس.

واختتم المدير الفني للإنتر تصريحاته قائلا: «أتمنى أن نتألق بشكل أكبر يوم الجمعة المقبل أمام نادي أتلتيكو مدريد». وأعرب موراتي رئيس نادي الإنتر عن سعادته قائلا: «إنني أرى فريقا واثقا من نفسه ويمنح الثقة أيضا لمن يشاهده ويتمتع بالقدرة على المنافسة. لقد كان المدرب يرغب في اللعب بدفاع متقدم لكن هناك شيئا لم يسر على ما يرام». وأضاف موراتي بشأن ذلك الفوز الجديد للفريق: «إنه أمر جيد أن لا يعتاد الفريق أبدا على الانتصارات. ونحن نحتفل بالقدر المناسب وبعد ذلك سنفكر في مباراة الجمعة المقبلة. هناك شيء آخر أعجبني وهو رؤية الفرحة في عيون الجماهير قبل اللقاء. فهو أمر رائع أن ترى الجماهير سعيدة في الاستاد».

لقد حقق الإنتر الفوز بفضل الأرنب البعيد عن الأضواء والأسد غير المروض، بينما ظهر دييغو ميليتو بمستوى عادي في لقاء السوبر. لقد كان انتباه جماهير الإنتر منصبا على شنايدر وميليتو أثناء اللقاء، لأن غوران بانديف لم يسجل منذ 6 أشهر ونصف، وبالتحديد منذ يوم 7 فبراير (شباط) الماضي عندما فاز الإنتر على فريق كالياري 0 - 3. وكان اللاعب المقدوني قد ابتعد طويلا عن التهديف لأنه كان يؤدي واجبا خاصا على جانب الملعب طوال تلك الفترة. وفي مباراة السوبر عانى بانديف لمدة 40 دقيقة ولم يكن قادرا على إيقاف خطورة رييس لاعب فريق روما الذي أحرز هدفا من كرة لم يستطع بانديف السيطرة عليها، وكذلك لم يكن بانديف قادرا على المشاركة في الشق الهجومي لفريقه. ولعل بانديف كان أسوأ لاعبي الفريقين في ذلك اللقاء حتى استغلاله للكرة التي أعادها فوسنيتش لاعب نادي روما للخلف وإحرازه هدف التعادل لفريقه.

لقد كان الهدف الذي أحرزه بانديف مؤثرا للغاية لأنه غير موازين المباراة التي تسيدها فريق روما حتى قبل إحرازه لهدف التقدم. وقد نزل فريق الإنتر إلى الملعب في الشوط الثاني بالحماس المناسب وحمل الهدفان اللذان حسما اللقاء توقيع المهاجم إيتو. لكن الفارق بين إيتو وبانديف هو أن إيتو دخل إلى أجواء اللقاء منذ البداية (وكان إيتو غائبا عن التهديف منذ 4 شهور، في مباراة الإنتر واليوفي التي انتهت بنتيجة 0 - 2) وكان المهاجم الكاميروني قد طلب من مدربه أن يدفع به بالقرب من المرمى واستجاب له المدرب بينيتيز، لكنه طالبه أيضا بالارتداد للتغطية الدفاعية. وقد انتزع إيتو كرة من أدريانو لاعب فريق روما الذي تعرض للكثير من صافرات الاستهجان، وبعد ذلك أحرز إيتو هدفين، ليبدأ بهما المهمة التي حددها لنفسه وهي إحراز 25 هدفا خلال الموسم الجديد. وسيبدأ فريق الإنتر استعداده للقاء فريق أتلتيكو مدريد يوم الجمعة المقبل في مباراة السوبر الأوروبي، في مدينة مونت كارلو التي شهدت في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي ارتداء الملك إيتو لقميص الإنتر لأول مرة. وقد صرح إيتو قائلا عقب اللقاء: «إنني سعيد للفوز بكأس السوبر وللانتفاضة التي أظهرها الفريق في الشوط الثاني بعد بداية صعبة. هل حققت الفوز بجميع البطولات؟ كلا، فما زال ينقصني كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، وعندما سنحقق الفوز بهما سيمكننا القول إننا الفريق الأقوى في العالم». إن شهية الأسد تزداد كلما حقق المزيد من البطولات.

وعلى الرغم من تعرضه لإصابة في ساقه اليسرى خرج على أثرها من الملاعب (وأصبحت مشاركته في مباراة الجمعة المقبلة محل شك) فإن خافيير زانيتي قائد فريق الإنتر لم يفقد ابتسامته وصرح قائلا: «لقد كانت هناك شكوك حول الفريق بعد تغيير المدرب، لكننا أظهرنا نفس الرغبة المعتادة في الفوز. إننا نرغب في الاستمرار في صنع تاريخ نادي الإنتر. وسنبدأ على الفور الاستعداد للقاء أتلتيكو مدريد. إنه فريق قوي لكن هذا الفوز سيمنحنا شحنة معنوية خاصة. وكفى مقارنة مع مورينهو». ويتفق شنايدر مع زانيتي حول هذا الأمر قائلا: «لقد انتهى عهد مورينهو واللاعبون هم الذين ينزلون إلى الملعب ويحققون الانتصارات». لقد لعب بينيتيز بنفس الطريقة 4 - 2 - 3 - 1 الخاصة بمورينهو، وبنفس الـ11 لاعبا في نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ ونجح في إدهاش الجميع عند إعلان تشكيل الفريق، فعلى العكس المتوقع، بدأ زانيتي أمام الدفاع بمحاذاة كامبياسو تاركا لكيفو مركز الظهير الأيسر وما تلاه من استبعاد ستانكوفيتش. قد يبدو الأمر مجرد تفصيلة، لكن ربما يكون هو أول مؤشر على عزم بينيتيز الدفع بلاعبيه حيث يعبرون عن ذاتهم مائة في المائة.

قام رانييري بشيء آخر في فريق يليق بمدرب كبير، من خلال وضع بيتزارو العائد كقلب خط الوسط أمام الدفاع في طريقة 4 - 1 - 3 - 2 غير المتوقعة والتي في حالة التراجع تتحول إلى 4 - 1 - 4 - 1 حينما يرجع فوسنيتش على يسار ثلاثي الوسط مينيز - بيروتا - دي روسي تاركا توتي كرأس حربة وحيدا. وبخلاف الأهمية التكتيكية لبيتزارو، تحرك فريق روما بأسره كفريق حقيقي حتى وإن كانت هناك بعض الهفوات الدفاعية والمستعد دائما للانطلاق مجددا من خلال سرعة مينيز والحالة البدنية الممتازة لتوتي الجديد والقديم في نفس الوقت. أفل نجم روما نهائيا بخروج بيتزارو فتاديي لم يكن قادرا على تغطية نفس المركز ومن دون التوازن قبل ذلك لم يكن مفيدا دخول أدريانو. فريق روما انطلق جيدا للغاية وأنهى المباراة في غاية السوء، لكن ربما من الخطأ إصدار حكم بفشله مبكرا هكذا.

من جهة أخرى، من قال إن الاستحواذ على الكرة يعد مؤشرا للفوز؟ كان يزعم ذلك المدرب نيلس ليدهولم لكن كرة القدم حينها لم تكن قد دخلت الألفية الثالثة، وأمس، في سان سيرو، كان الدليل أن المعادلة هذه ليست صحيحة دائما. وعلى سبيل المثال، استحوذ روما أمس أكثر من الإنتر، 50.7% مقابل 49.3%، ومع ذلك فقد خسر. ليس مهما كم عدد الدقائق التي سيطرت فيها على الهجمة لكن كيف سيطرت. يمكن الوصول لمرمى الخصم بـ3 تمريرات سريعة ومفاجئة أو من خلال جملة تكتيكية، اختار الإنتر الطريقة الأولى وفاز بكأس السوبر الإيطالية (ربما لم يكن صدفة..). صنع هدف والكثير من الانطلاقات هكذا لعب صاحبا القميص رقم 10، بدأ توتي بهدف صنعه لريسه وأنهى شنايدر بتمريرة ذهبية ليسجل إيتو الهدف الثاني له والثالث للإنتر. لمس الهولندي كرات أكثر من الملك فرانشيسكو (85 - 73)، وكأن أكثر دقة منه أيضا (89% تمريرة سليمة مقابل 83 لتوتي)، كما أن شنايدر هو صاحب العدد الأكبر من التسديدات نحو المرمى (6 مقابل لا شيء لقائد روما).