هل الدوري السعودي هو الأقوى..؟؟

مصطفى الآغا

TT

من حق أي عربي أن يرى دوري بلاده بالعين التي يريدها، ومن الطبيعي أن تتدخل العواطف في الأحكام التي نطلقها على أي أمور خلافية... ومن الطبيعي أن يتذمر البعض من المساحة الكبيرة التي تفردها البرامج الرياضية للكرة السعودية علما أن (المتذمرين) ينتمون لدول قد لا تعرض ولا لقطة للدوري السعودي وتركز على دوريها ونجومها المحليين ولكنهم في نفس الوقت يطالبون الآخرين بالتركيز على كرتهم....

ولا ينكر عاقل أن الإعلام المحيط بالكرة السعودية هو إعلام مؤثر وفاعل وكبير على الساحة العربية وهو ما يعطيها المزيد من الحضور والقوة... ولكن، هل نتفق في الأساس على أن الإعلام مهما كان قويا فلن ينفخ في ميت ولن يجعل من دوري ضعيف واحدا من أقوى الدوريات في آسيا والعرب؟

الدوري السعودي في أسبوعه الثاني باح ببعض أسراره وأسباب قوته.. فالأهلي الذي تقدم بالثلاثة خسر بالأربعة أمام الاتفاق... والتعاون الذي عذب الهلال قبل أن يخسر بالجولة الأولى كشّر عن أنيابه وفاز على الشباب (المتخم بكل الإنجازات والنجوم ومدرب سوبر ستار هو الأوروغوياني فوساتي) بالأربعة وهو ما يثير الكثير من الأسئلة... والاتحاد من دون (نوره) يحقق انتصاره الثاني وهذه المرة على الفيصلي بعدما تجاوز الاتفاق أولا، ويبدو أن نور سيعود للبيت الاتحادي بعد فشل اختبار القوة مع المدرب البرتغالي العنيد مانويل جوزيه.... وأكتب هذه المقالة يوم السبت وسمعت من مصادر اتحادية أن الأمور سترى نهاية سعيدة يوم الأحد أو اليوم الاثنين على أبعد تقدير وأن جوزيه لا يتربص بنور ولم يأت ليقصقص أجنحته ويكسر شوكته وليس هناك من يقويه على نور، ومن قال بأن الاتحاد يشكو قائده للجنة الاحتراف لا يعرف كثيرا قوانين الاحتراف، لأن للاتحاد لائحته الداخلية التي يطبقها على جميع المخالفين ولا يحتاج أذنا من لجنة الاحتراف ما دام اللاعب مرتبطا مع ناديه بعقد موثق..

والهلال يسير بخطى واثقة، فبعد التعاون تجاوز الحزم، أما الرائد الذي بقي في الدوري بمعجزة زيادة عدد الأندية فحقق 6 نقاط من مباراتين منهم ثلاث على حساب الشباب وثلاث على حساب نجران شريكه في المعاناة في الموسم الماضي، ويبدو أن الرائد تعلم الدرس على العكس من نجران الذي خسر نقاطه الست ليصبح واحدا من أربعة أندية لم تحقق أي نقطة من مباراتين هي الفتح والشباب والحزم ونجران طبعا..

ومع انطلاقة الدوري، يبدو أن الأهلي يريد وضع النقاط على الحروف بعقلانيته المعهودة ويريد أن يعرف رئيسه لماذا خسر الفريق من الاتفاق بالأربعة بعد أن كان متقدما (3/1)، ولكن لم نسمع أي أحد يطالب برحيل المدرب كما هي النغمة مع أي خسارة..

ويبقى النصر مصرا هذا الموسم على أن يكون أحد المتنافسين على اللقب الذي طال انتظاره ولديه كل الأسلحة المؤهلة لهذه المهمة وهو من أصحاب العلامة الكاملة حاليا في ظل القيادة الإيطالية التي شكك الكثيرون في نجاعتها سابقا..

معطيات وجماهيرية ونجوم ومدربون وإنجازات وتغطية إعلامية وإعلانية تسمح للمراقب العادي بأن يضع الدوري السعودي على قمة الدوريات العربية القوية، وقد يتشارك مع غيره في القوة، وقد يحاجج البعض بالترتيب، ولكنه حتما يستحق كل هذه المتابعة الإعلامية.