نادي مكة الأدبي يكرم مؤرخي وجغرافيي مكة المكرمة المعاصرين

برعاية وزير الثقافة والإعلام

د. عبد العزيز خوجه أثناء الحفل
TT

استرجع الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، وزير الثقافة والإعلام، بعضا من ذكرياته، وملامح حياته في مكة المكرمة التي عاش فيها فترات من عمره، باثا أشوقه إلى حاراتها العتيقة وأهلها.

وقال وزير الإعلام في كلمة ألقاها في الحفل الذي أقامه نادي مكة الثقافي الأدبي لتكريم مؤرخي وجغرافيي مكة المكرمة المعاصرين، على مسرح الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين بمكة المكرمة، مساء أول من أمس: «حين تلقيت دعوة النادي تذكرت ملامح من مآثر مكة المكرمة، وأنا ابنها المكي، ويصعد بي الشوق إلى الأعالي، إلى الذرى، فأصوب وجهي تجاه منارات حرمها الآمن، وإذا بي أرجع القهقرى عقودا من الزمان، وأرى إلى جانب البيت العتيق صورة، ما أحلاها من صورة، وقد كنت أختلف إلى حلقات الدرس والتعليم في تلك الأروقة المباركة، ونحيط وزملائي بشيوخ لنا، فيكاد القلب يضطرب في مكانه، ثم لا ألبث لحظة حتى أرفع الكفين إلى الله، تبارك وتعالى، أن يرحم ذلك النفر العظيم من علماء مكة المكرمة، فكم أعطوا وكم أنفقوا وكم ذابت مهجهم وهم يتجهون بأفئدتهم ووجوههم نحو البيت العتيق، وكم كانوا يستشعرون جلال الموقف الذي شرفهم فيه الباري، عز وجل، أن اختصهم بشرف التدريس إلى جوار بيته المعظم، وأن ساق إليهم تلك الوجوه الطيبة من قاصدي البيت الحرام».

وأضاف الوزير خوجة: «أكاد أستعيد تلك اللحظات الطاهرة، وها أنا كلما جلت بشوارع مكة المكرمة وهبطت أوديتها، أحس بتلك الكلمات النورانية وأتملى في خاطري رحلة الشوق إلى مرابعها، وأحس بمفردات الكون تردد معي كل كلمات الحب لمكة والعشق لمكة».

واستطرد قائلا: «اعذروني إن طوفت في الآفاق يمنة ويسرة، فأنتم شركائي في هذا الهوى المكي، وأنا في رحاب هذه الليلة التي يكرم فيها نادي مكة المكرمة الأدبي كوكبة مباركة من مؤرخي مكة المكرمة وجغرافييها، أشعر بالهيبة وأنا في حضرتهم، وليس من هيبة يتيه بها صاحبها كهيبة العلم والعلماء».

وأكد وزير الثقافة والإعلام أن الأمر في مكة المكرمة والمدن الإسلامية العريقة مختلف جدا، حامدا الله على أن هذه البلدة الطيبة لا تزال على قديم العهد بها محافظة على تراثها العلمي الخالد.

وقال: «أحسست أن شيخ مؤرخي مكة المكرمة الأزرقي، رحمه الله، يطل علينا، وبيننا وبينه قرون وقرون، وكأن عمدة المؤرخين المكيين الفارسي يتمنى أن لو كان الليلة موجودا، حتى ينظم هذه الأسماء المكرمة في عقده الثمين».

وبيّن أن المؤرخين والجغرافيين الأجلاء الذين يكرم العلم الليلة بتكريمهم هم امتداد إبداعي للمدرسة التاريخية المكية التي استمرت طوال القرون الماضية، ولم ينقطع وهجها حتى عصرنا الحاضر.

وأوضح خوجة أن التاريخ المكي في أسمائه الكبيرة يدين بالفضل للعالم الجليل الدكتور عبد الملك بن دهيش، والعلامة عاتق البلادي، والدكتور ناصر الحارثي، وهاني فيروزي، والدكتور محمد الحبيب الهيلة، والدكتور معراج نواب مرزا، من خلال مؤلفاتهم التي ربطت بالأبعاد الحضرية والاجتماعية لهذه المدينة العريقة.

وأكد أن هذا التكريم مستحق لهذه الكوكبة من مؤرخي مكة وجغرافييها في هذا الشهر المبارك، داعيا الله، عز وجل، أن يجزي العلماء المكرمين خير الجزاء، وأن ينفع بعلمهم، وأن يثيبهم، معربا عن شكره لنادي مكة الثقافي الأدبي على هذا الوفاء، راجيا من النادي الاستمرار في هذه السنة الحسنة.