«الخير الشامل».. مشروع حكومي لجمع التبرعات بطريقة إلكترونية

مديره العام يؤكد أن المشروع سيعزز من «الشفافية» وسيعيد الثقة للعمل الخيري

البوابة الإلكترونية لمشروع «الخير الشامل» تظهر توزيع الجمعيات الخيرية ومواقعها على خريطة السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تتأهب السعودية، مع نهاية العام الحالي، لإطلاق مشروع يحمل اسم «الخير الشامل»، وهو مشروع حكومي تبنته وزارة الشؤون الاجتماعية بهدف جمع التبرعات بطريقة إلكترونية لكل الجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة على الأراضي السعودية.

ويسعى القائمون على مشروع «الخير الشامل» لإدراج كل الجهات الخيرية العاملة في السعودية، وتتبع الشؤون الاجتماعية، في التنظيم الجديد، بحيث سيكون لكل واحدة منها صفحة رئيسية، يوضح فيها مشاريعها الخيرية التي تحتاج لدعم الموسرين.

وهذه المرة الأولى، في منطقة الشرق الأوسط، التي تجمع فيها الجهات الخيرية في موقع واحد.

ويقول المهندس أحمد الراجحي، مدير مشروع «الخير الشامل»، إنهم يتوخون من وراء المشروع «إعادة الثقة بالعمل الخيري»، والذي مر في وقت من الأوقات بحالة من «تزعزع الثقة» في أعقاب استغلال البعض لهذا النوع من الأعمال الخيرية في جمع أموال وضخها في نشاطات مشبوهة. ولم يستطع الراجحي، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر التعريفي الخاص بمشروع «الخير الشامل»، الجزم باحتمالية انقراض أسلوب الدعم النقدي اليدوي للأعمال الخيرية، في ظل هذا المشروع التقني الضخم.

غير أنه اعتبر أن التحول لطرق التبرع الإلكترونية هو هدف تسعى وزارة الشؤون الاجتماعية لتحقيقه من خلال أتمتة جميع التعاملات الخاصة بمسألة التبرعات الخيرية. وتؤكد وزارة الشؤون الاجتماعية أن مشروع «الخير الشامل»، الذي تطلقه بالتعاون مع إحدى المجموعات الوطنية، يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط في كيفية تنظيم التبرعات للجمعيات الخيرية وتقنينها، وذلك من خلال قنوات الدفع الإلكترونية (الإنترنت، رسالة قصيرة، الصرافات، سداد، البطاقات الائتمانية). ومقابل ذلك، يؤكد مدير عام مشروع «الخير الشامل» أن هناك توجها نحو تعميم التجربة السعودية على دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربي. ويتبع وزارة الشؤون الاجتماعية 543 جمعية خيرية، و348 لجنة تنمية أهلية، و90 مؤسسة خيرية، ستكون جميعها تحت مظلة مشروع «الخير الشامل» الإلكتروني. وبحسب تأكيدات مدير عام المشروع، فإن العمل على تأسيس «الخير الشامل» انطلق منذ أكثر من عامين. وتوقع أن يدخل المشروع في خدمته التجريبية قبل موسم حج هذا العام. وخلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أوضح المهندس أحمد الراجحي أن مشروع «الخير الشامل» يهدف إلى «تنمية الموارد المالية للجهات الخيرية، وذلك عبر إتاحة الفرصة لكل الجمعيات لعرض مشاريعها الخيرية والمبالغ اللازمة لتلك المشاريع». وتعتمد آلية التبرع للمشاريع الخيرية الواردة في صفحات الجمعيات والمؤسسات الخيرية على تسجيل طلب تبرع على الموقع لصالح مشروع ما، ومن ثم السداد عبر إحدى الخدمات المحددة في طريقة السداد. ويتوخى القائمون على مشروع «الخير الشامل» رفع مستوى شفافية التعاملات الخاصة بالتبرع للجمعيات الخيرية. وقال الراجحي إن كل جمعية خيرية سيظهر في صفحتها تفاصيل عن المشروع المراد دعمه، وقيمته الإجمالية، ومجموع التبرعات الذي وصل إليه، مشيرا إلى أن باب التبرع يقفل بمجرد جمع الأموال اللازمة لدعم مشروع معين، حتى لا تزيد قيمة الدعم عن حاجة المشروع الفعلية.

ويهدف مشروع «الخير الشامل» إلى تحقيق 8 أهداف رئيسية ترمي لبناء قاعدة بيانات شاملة لوزارة الشؤون الاجتماعية تشمل جميع التبرعات الواردة والصادرة من وإلى مختلف الشرائح العاملة في القطاعات الخيرية التابعة لها، وتحقيق التطوير والتوحيد، ومرونة الأنظمة الآلية في الجهات والجمعيات الخيرية المستفيدة والمبنية على احتياجات تلك الجهات.

وسيقوم مشروع «الخير الشامل» بإصدار تقارير استراتيجية ودورية تسهم في تحقيق رؤية ورسالة وزارة الشؤون الاجتماعية المرتبطة بالعمل الخيري، مما يسهم في اتخاذ القرار وبناء وتطوير الخطط الاستراتيجية والتنفيذية.