الأحساء: قوافي الشعر ومهج الشعراء تحتفي بفقيد الوطن غازي القصيبي

في حفل نظمه النادي الأدبي.. الشاعر جاسم الصحيح: لا تطلبوا نعيا يقاس بحبه

الأمسية التكريمية في النادي الأدبي بالأحساء في تكريم القصيبي
TT

غصت قاعة النادي الأدبي في الأحساء بحشد من الشعراء والأدباء وجمهور الثقافة، الذين تجمهروا مساء أول من أمس للاحتفاء بالراحل الدكتور غازي القصيبي، ووقف شاعر الأحساء، جاسم الصحيح، مخاطبا القصيبي: «كتبت لك الأحساء ملءَ عيونها/سهرًا، وتحلمُ أن تقوم بشطبهِ». وشارك في الحفل أكثر من 17 شخصية استحوذ الشعر على معظمها، وكان لافتا استحضار شخصية الراحل (القصيبي) في جميع المشاركات من الناحية الثقافية والعملية، التي خلفها خلال حياته كرجل مهم في الدولة.

وبدأ الحفل الذي قدمه الشاعر جاسم العساكر بكلمة للدكتور يوسف الجبر، رئيس نادي الأحساء الأدبي، اعتبر فيها القصيبي «أحد عظماء الوطن، وصفحة مشرقة في تاريخه واستثناء بارزا لرجاله، كان طموحه لا يقف عند حد». وأضاف: «كنا على موعد معه ليضيء سماء هجر بإشعاع ثقافته، ولكنه القدر وتقلّبه، إذ تحول حفلنا من حفل استقبال وإمتاع إلى تأبين ووداع».

كما ألقى محمد القصيبي كلمة عائلة القصيبي، وأشار فيها إلى مآثر الراحل وكيف كان يعيش هموم الناس لحظة بلحظة، ذاكرا بعض القصص التي تدل على حبه لمساعدة الآخرين وسعيه كمسؤول في حل مشكلات المواطنين.

واستحوذت قصيدة الشاعر جاسم الصحيح على مشاعر الحضور، وكانت حاضرة بقوة من خلال الصور والإبداع الشعري والفني والعاطفة الجياشة التي يكنها الصحيح للراحل، واستطاع أن يجسدها في قصيدة، قال فيها:

لا تطلبوا نعيًا يُقاس بحبهِ لا تحرقوني في شعائر ندبهِ نبتت بقلب الأبجدية قرحة وأصيب فارسها القديمُ بصلبهِ قولوا له: أجّل غيابك موعدًا نقضي النهارَ على أرائك عشبهِ كتبت لك الأحساء ملءَ عيونها سهرًا، وتحلمُ أن تقوم بشطبهِ إيهٍ (أبا يارا) ومثلك لم يمت بطل توزع في مشاعرِ شعبهِ قسمًا بحبك ما أحَبك عاشقٌ إلا وقلبي ساكنٌ في قلبهِ أعطيتني سرب الحروف وقلت لي بالأمس: خذ هذا الحمام وربِّهِ كما شارك الشاعر ناجي الحرز بكلمة وقصيدة بعنوان «حكاية الإنسان»، ومنها:

للنخل حكايته الأولى للماء القادم من أعلى ملكوت الحب... لسرب قرى غافية في ظل النسيان لبيوتٍ أثثها الحلم الوردي بآيات القرآن وامتد امتد كسارية من ضوءٍ «هجريٍّ» أخضر وامتد امتد كسارية من ضوءٍ شرقي أسمر كما ألقى محمد الجلواح، عضو مجلس إدارة النادي، قصيدة بعنوان «معزوفة العشق»، ومنها:

من كوكب الطيب جئنا من ربى هجرِ من موطن الحب والأشعار والقمرِ ومن قلوب.. بياضُ الشمس يسكنها وليس من طبعها كبر.. على البشرِ يحكي عراقتها التاريخ منتشيًا ويشهد الرملُ، كم في الرملِ من أثرِ «أبا سهيل» و«أحساءٌ» عبرت بها وكنتها فتوارى الليل في السحر إليك مدت يد الميلاد في وله للطين، للماء، للحارات، للمطرِ ومن بين المشاركين في الحفل الذي امتد لنحو ساعتين: ناجي حرابه، وفاء السعد، بينة الملحم، عبد الله السهيل، عماد العمران، أحمد الديولي، يحيى العبد اللطيف، عبد الوهاب بوزيد، اعتدال الذكر الله، عبد الله العويد، عبد الله الخضير، سعد الدريبي.