في العلاقة بين القومي والديني

TT

> تعقيبا على مقال أمير طاهري «إيران أم الإسلام؟ تلك هي المسألة في طهران»، المنشور بتاريخ 20 أغسطس (آب) الحالي، أقول: «إن ثمة مفهومين يدور حولهما النقاش: مفهوم الثنائية ومفهوم الانفصامية، وكلاهما يعبر عن ظاهرة عالمية وليس محصورا في الدول العربية - الإسلامية. المنطق يقول إن الجمع بينهما ممكن، وهذا سيكون أفضل بالتأكيد، من تغليب أحدهما على الآخر. لكن التساؤل الفلسفي لا يختفي حتى في ظل الجمع هذا. فهل القومي يتنافى مع الديني؟ وهل الولاء سيكون للقومية أم الانتماء الديني؟ ربما كان المنظور الإسلامي أوضح في هذا الشأن، حيث يغلب الولاء الديني على القومي، وعلى القبلي، وعلى العائلي، وعلى أي اعتبار آخر كاللغة، أو التاريخ المشترك، أو المنشأ، كما يقول الفيلسوف الفرنسي رينان. فالإسلام يأخذ بمبدأ (التقوى) طبقا لقوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فالإسلام أقر الثنائية من خلال قوله (شعوبا وقبائل)، لكنه غلب الانتماء الديني هنا، لأن رسالته عالمية وليست خاصة بقومية معينة».

د. مبروك غضبان [email protected]