دعوى قضائية ضد ألماني بتهمة العضوية في «اتحاد الجهاد الإسلامي»

تلقى تدريبات عسكرية في وزيرستان وقدم الدعم اللوجيستي لمنظمة إرهابية

TT

حرك الادعاء الاتحادي في ألمانيا دعوى قضائية ضد إسلامي يحمل الجنسية الألمانية بتهمة العضوية في «اتحاد الجهاد الإسلامي» وتقديم الدعم اللوجيستي لمنظمة إرهابية تعمل خارج ألمانيا. وأعلن الادعاء العام في مدينة كارلسروه (غرب) أمس الاثنين تحريك دعوى قضائية ضد التركي الأصل صالح س، (28 سنة)، أمام محكمة فرانكفورت بتهمة انتمائه إلى «اتحاد الجهاد الإسلامي»، ودعمه بأموال، وتزويده بأجهزة عسكرية تعين خلاياه في تنفيذ الأعمال الإرهابية.

ويشتبه في أن المتهم دبر معدات تسليح للتنظيم شبه العسكري خلال الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006 حتى مارس (آذار) عام 2007 في 23 حالة، بينها أجهزة تحديد المواقع من الأقمار الصناعية، وأجهزة الرؤية في الظلام، وساعات بوصلة. كما يشتبه في أن المتهم تلقى تدريبات عسكرية لعدة أسابيع في أحد معسكرات «اتحاد الجهاد الإسلامي» في منطقة وزيرستان بشمال باكستان الواقعة على الحدود مع أفغانستان. ووفقا لبيانات الادعاء العام، حلف المتهم يمين الولاء لـ«اتحاد الجهاد الإسلامي» وصار عضوا به، كما شارك بعد ذلك في الكثير من المهمات القتالية. وكان صالح س. يتلقى تعليماته من التركي الأصل آدم يلماز، الذي تمت محاكمته أيضا ضمن «خلية زاولاند» التابعة لاتحاد الجهاد الإسلامي. والتزم يلماز الصمت أثناء المحكمة المذكورة ولم يتقدم باعترافات قد تخفف الحكم عنه، لكن اعترافات جيلوفيتش تحدثت عن ترك صالح س. بطاقته المصرفية لآدم يلماز كي يتصرف فيها لصالح التنظيم السري. وقد قام التنظيم بتهريب المتهم نهاية نوفمبر عام 2007 إلى إيران أولا، ثم إلى تركيا في فبراير (شباط) عام 2008. وقبض على المتهم في تركيا عام 2008، ثم تم إطلاق سراحه بشروط، ثم قبض عليه مجددا في يونيو (حزيران) الماضي. وتم تسليم المتهم إلى ألمانيا في يوليو (تموز) الماضي، ويقبع منذ ذلك الحين في سجن التحقيقات. ولم يكن موضوع تحريك الدعوى القضائية ضد صالح س. غير مسألة وقت، لأن الألماني فرتز جيلوفيتش، المتهم بقيادة تنظيم اتحاد الجهاد الإسلامي في ألمانيا، قدم اعترافات كاملة خلال محاكمته عام 2009. وفضلا عن اعترافاته الأولية التي ملأت 1100 صفحة، فاجأ جيلوفيتش المحكمة الألمانية يوم 1 سبتمبر (أيلول) 2009 حينما تحدث عن استهداف السياسيين الألمان الكبار بمحاولات الاغتيال. تم اعتقال أعضاء خلية «زاورلاند»، وهم التركي آدم يلماز (29 سنة)، والألمانيان فرتز جيلوفيتش (29) ودانييل شنايدر (22)، في سبتمبر 2007 بتهمة تشكيل منظمة إرهابية، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في ألمانيا وكسب المتطوعين للحرب ضد قوات التحالف في أفغانستان والعراق. وجاء في بيان للنيابة العامة في كارلسروه آنذاك أن الخلية كانت تستهدف القاعدة الأميركية في رامشتاين (جنوب) والقنصليتين الأوزبكة والأميركية. وتم العثور في حوزة المتهمين على كميات من بروكسايد الهيدروجين كافية لصنع قنابل.

انتهت محاكمات زاورلاند يوم 4 مارس الماضي بصدور حكمين بالسجن لمدة 12 سنة على كل من فرتز جيلوفيتش ودانييل شنايدر، وحكم بالسجن لمدة 5 سنوات على آدم يلماز. تصنف دائرة حماية الدستور «اتحاد الجهاد الإسلامي» ضمن المنظمات المتطرفة وتقدر عدد أعضائه في ألمانيا بنحو 300 شخص. وتتخصص هذه المنظمة، حسب رأي المحققين، بكسب وتجنيد الألمان الذين اعتنقوا الإسلام.