مقتل 6 سياح من هونغ كونغ في عملية خطف رهائن بالعاصمة الفلبينية

شرطي فصل من عمله اختطف حافلة مليئة بالسياح في عملية امتدت 11 ساعة

أحد عناصر الشرطة الفلبينية يكسر زجاج باب الحافلة بين يشهر آخرون اسلحتهم أثناء اقتحام الحافلة المخطوفة في مانيلا أمس (رويترز)
TT

انتهت عملية خطف رهائن في الفلبين أمس استمرت 11 ساعة، بمقتل 6 من أصل 25 من الرهائن، وهم سياح من هونغ كونغ، إضافة إلى القاتل. وقال رئيس الإدارة في هونغ كونغ، دونالد تسانغ، إن سبعة من مواطني هونغ كونغ قتلوا أمس، الاثنين، بعد أن خطف مسلح حافلة سياحية، واحتجز ركابها رهائن، وأضاف تسانغ نقلا عن وزارة الخارجية الصينية أن اثنين من مواطني هونغ كونغ أصيبا بجروح خطيرة، وما زال ستة آخرون يعالجون في المستشفى. وعبر عن خيبة أمله بشأن الأسلوب الذي عالجت به السلطات الفلبينية الحادث، والنتيجة التي انتهى إليها.

وكانت الشرطة الفلبينية اقتحمت الحافلة السياحية التي خطفها المسلح، واحتجز فيها 15 سائحا من هونغ كونغ رهائن، وقتلوا الخاطف، وهو ضابط شرطة فصل من الخدمة. وأوقف المسلح الذي عرفته الشرطة باسم رولاندو مندوزا (55 عاما)، وهو شرطي سابق برتبة كابتن، الحافلة التي كانت تقل في البداية 25 شخصا، في طريق واسع بأكبر متنزه بالعاصمة الفلبينية مانيلا. وقال نيلسون يابوت، وهو ضابط شرطة برتبة كولونيل للصحافيين: «قتل محتجز الرهائن. اختار أن يتبادل النار مع رجالنا. في هجمتنا الأولى كان الكابتن مندوزا واقفا في ممر الحافلة، وأطلق النار على أحد أفرادنا، وفي هجمتنا الثانية قتلناه».

وشوهدت قوات الشرطة وهي تسحب جثة من مقدمة الحافلة، قبل أن تصعد إليها. وأظهرت وسائل الإعلام المحلية رجال الشرطة وهم يصعدون الحافلة بعد فترة مراقبة طويلة ومتوترة. كما أظهرت لقطات تلفزيونية أربع رهائن على الأقل وهم يغادرون الحافلة أحياء، كما ذكر الصليب الأحمر أن أربع رهائن نجوا، لكن أظهرت لقطات تلفزيون رجال الشرطة وهم ينقلون بعض الجثث من الحافلة.

وانتهت أزمة الرهائن التي استمرت 11 ساعة، بعد أكثر من ساعة من تحرك قوات الكوماندوز التابعة للشرطة، لتحطيم نوافذ الحافلة، ومحاصرتها بعد إطلاق عدد من طلقات الرصاص. وشوهد سائق الحافلة يفر إلى مكان آمن بعد طلقات الرصاص الأولى. وهدد المسلح بقتل الرهائن خلال اتصال هاتفي أذيع على الهواء، وقال مندوزا الذي يطالب بتبرئة ساحته وإعادته إلى الخدمة، خلال اتصال على الهواء مع محطة إذاعية محلية: «أرى كثيرا من فرق القوات الخاصة قد وصلت. إنهم في كل مكان حولنا، أعرف أنهم سيقتلونني، أقول لهم أن يرحلوا وإلا سأفعل الشيء نفسه هنا».

وفي معظم ساعات الأزمة بدأ المسلح يتفاوض في هدوء مع الشرطة، وأفرج على مراحل عن تسع رهائن، ست رهائن من هونغ كونغ وثلاث رهائن من الفلبين، معظمهم من النساء والأطفال.

وفي وقت سابق تحدث المسلح في رسالة مكتوبة بخط اليد بحروف كبيرة على الباب الزجاجي للحافلة السياحية عن حدث كبير سيقع الساعة الثالثة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي، لكن المهلة مرت دون أن يحدث شيء. وسمع صحافيون رجل الشرطة الكبير، جريجوريو مندوزا، وهو يتحدث عبر الهاتف الجوال مع شقيقه المسلح الذي احتجز رهائن معظمهم من الأجانب، ويطلب منه أن يمدد المهلة 30 دقيقة أخرى.

واقترب مفاوضان من الحافلة، وتحدثا مع المسلح، وقالت قنوات تلفزيون محلية إنه قدم للمفاوضين قائمة بمطالبه.

وذكرت الشرطة أن مندوزا ومعه بندقية إم - 16 وأسلحة صغيرة طلب طعاما لرهائنه الباقين في الحافلة. وتم تسليم الطعام وتزويد الحافلة بالوقود حتى تظل مكيفات الهواء تعمل، كما لصق المسلح رسالة أخرى على باب الحافلة تقول: «خطأ كبير لتصحيح قرار خاطئ كبير». كما وضع على الزجاج الأمامي للحافلة رسالة أخرى بعنوان: «أعلنوا عن القرار النهائي» وتحته كتب ما بدا أنه حيثيات قضيته.

وقال جريجوريو، شقيق المسلح، في وقت سابق لقناة تلفزيونية محلية إن شقيقه مستاء من المعاملة التي لقيها، ومن فصله من الخدمة.

وقال: «مشكلته أنه فصل من الخدمة بشكل جائر، لم تجر العملية كما هو متبع، لم تُسمع أقواله أو شكواه».