اليمن: 12 قتيلا في مواجهات بين «هاشميين» وقبائل الشيخ الأحمر

مقتل قيادي في «القاعدة».. ولودر تتحول إلى «مدينة أشباح»

منازل تعرضت للدمار بسبب اندلاع المعارك بين القوات الحكومية اليمنية وعناصر من جماعة الحوثيين في محافظة صعدة شمال اليمن (إ. ب. أ)
TT

تواصلت الاشتباكات أمس بين القوات اليمنية ومسلحين من تنظيم القاعدة لليوم الخامس على التوالي، وإن بصورة أقل عما كانت عليه في الأيام الماضية، وقالت مصادر رسمية يمنية إن أحد قادة التنظيم، ويدعى عادل صالح حردبة، الذي يبلغ من العمر 27 عاما ويحمل الجنسية السعودية، قُتل في المواجهات. وقال شهود عيان في محافظة أبين لـ«الشرق الأوسط» إن سكان مدينة لودر الذين يقدر عددهم بأكثر من 80 ألف نسمة، نزحوا عنها جميعا إلى المدن المجاورة، ووصف الشهود المدينة بأنها باتت تشبه «مدينة الأشباح»، حيث لا يوجد فيها أحد سوى المسلحين الذين يتحصنون في منازلها وأسواقها.

وأضافت المصادر أن عددا كبيرا من المنازل والبنايات السكنية دمرت في المواجهات والقصف الذي نفذه الجيش اليمني بالمدفعية، وأن الجيش يفرض حصارا شاملا على المدينة ويمنع الدخول إليها أو الخروج منها. وأشارت إلى أن مستشفيات المدينة لم تعد تستقبل أي قتلى أو جرحى، وأنه يتم نقلهم إلى المحافظات المجاورة. وتتحدث مصادر رسمية عن مشاركة أجانب يحملون الجنسيتين السعودية والباكستانية في المواجهات ضد القوات الحكومية.

في هذه الأثناء قالت وزارة الداخلية اليمنية إنها أصدرت توجيهات إلى إدارة أمن محافظة أبين، تنص على رفع البلاغات عن «الموقف الأمني في المحافظة أولا بأول وعن سير عملية ملاحقة العناصر الإرهابية بأبين»، وقالت إنها «تراقب ساعة بساعة مجريات المواجهة مع عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة أبين»، التي قالت إنها لن تسمح بأن «تتحول إلى مركز للعناصر الإرهابية والإجرامية والخارجين على القانون»، وأعربت الوزارة عن ثقتها في قدرة «الأجهزة الأمنية على إحباط تلك المحاولات والتصدي ببسالة وشجاعة للجرائم الإرهابية ومظاهر الخروج على القانون»، مشيرة إلى أن تعليمات صدرت إلى قوات الأمن بـ«التعامل مع هذه الجرائم بحزم وقوة واستخدام الوسائل والإمكانيات من أجل القضاء عليها»، وإلى حملة الملاحقة الواسعة لـ«العناصر الإرهابية في أبين، حققت نتائج إيجابية».

على ذات الصعيد أعلنت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها على شبكة الإنترنت أن «عددا من عناصر تنظيم القاعدة بدأوا بتسليم أنفسهم بعد الانهيارات المتوالية في صفوف التنظيم وتضييق الخناق على عناصره والملاحقات المتواصلة لهم من قبل الأجهزة الأمنية والضربات الموجعة التي تلقوها خلال الفترة الماضية، وآخرها في مديرية لودر بمحافظة أبين»، وأرجعت الوزارة تحقيق هذه النتائج إلى فقدان «تلك العناصر الملاجئ الآمنة في المناطق التي كانت تتخفى فيها لدى عناصر إرهابية وأخرى خارجة عن القانون، بعد استسلام وإلقاء القبض على عدد من العناصر القيادية والنشطة التي كانت توفر الملاجئ الآمنة وتقدم الدعم اللوجيستي لعناصر التنظيم، وبخاصة في محافظات مأرب والجوف وأبين ومنطقة أرحب بصنعاء، وحيث أعلن من سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن التوبة والتزامهم بالنظام والقانون وأبدوا استعدادهم للتعاون مع أجهزة الأمن لما من شأنه الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة». وأضافت أنها تتوقع أن يقوم عدد من «عناصر التنظيم بتسليم أنفسهم خلال اليومين القادمين بعد أن وجدوا أن لا مناص من مواصلة استمرارهم الانخراط في صفوف التنظيم وارتكابهم لأعمال قتل وتخريب وإقلاق السكينة العامة، وبعد عملية الملاحقة التي طالت هؤلاء العناصر وأفقدتهم القدرة على التواصل بعضهم مع بعض وسقوط الكثير منهم بين قتيل وجريح، منهم قيادات خطرة في التنظيم». على صعيد آخر علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في مديرية حوث في محافظة عمران أن 12 شخصا، على الأقل، قتلوا وجرح آخرون أمس في مواجهات عنيفة بين عناصر هاشمية ورجال قبائل العصيمات يتبعون الشيخ حسين بن عبد الله بن حسين الأحمر، أحد مشايخ قبائل حاشد، والعضو في مجلس النواب اليمني. وقالت المصادر إن المواجهات اندلعت عقب مقتل شخص يدعى محمد مطهر زيد الحوثي، قبل 3 أيام، حيث يتهم الهاشميون المقربون من الحوثيين أتباع الشيخ الأحمر بقتله.

وأشارت المصادر إلى أن الشيخ حسين الأحمر حشد أكثر من 5 آلاف مقاتل من رجال القبائل، الذين قاموا بنصب نقاط تفتيش قبلية حول مدينة حوث، إضافة إلى اعتقال 65 شخصا من الهاشميين، وعلى رأسهم العلامة قاسم بن قاسم السراجي، أحد علماء الزيدية في اليمن، والذي ترددت أنباء عن تفجير منزله بعد اعتقاله وتسليمه إلى قوات الأمن بتهمة الانتماء إلى جماعة التمرد الحوثي. يذكر أن مدينة حوث تقع في محافظة عمران ولا ينتمي إليها الحوثيون جغرافيا، حيث ينحدرون من محافظة صعدة في شمال البلاد.