الرئيس الصومالي يستنجد بالعالم لإنقاذ حكومته من خطر «القاعدة»

مقتل 4 جنود أوغنديين.. والمعارك متواصلة في مقديشو

TT

ناشد الرئيس الصومالي الشيخ شريف، أمس، الاثنين المجتمع الدولي بمد يد العون لإنقاذ حكومته من خطر «القاعدة»، داعيا إلى تقديم مزيد من الدعم والمساعدة للحكومة الصومالية في حربها ضد ما وصفه بالمتشددين، في إشارة إلى حركة الشباب المجاهدين. وذكر الرئيس شريف في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن البلاد في وضع صعب، وأن هناك خطرا حقيقيا يواجه الصومال من تنظيم القاعدة، وأضاف: «على العالم أجمع مواجهة هذا الخطر عن طريق مساعدة الحكومة الانتقالية».

وحذر الرئيس شريف من أن تقاعس المجتمع الدولي يمكن أن يمنح مَن وصفهم بالمتطرفين فرصة للتوسع وتهديد السلام الدولي والإقليمي، واعترف بأن مقاتلي حركة الشباب المعارضة أقوى من القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، التي تحمي المنشآت والمقرات الحكومية الرئيسية، وقال: «من غير الواقعي أن نتوقع من قوات حكومة غير مهيأة، تحقيق نصر عسكري في معركة ضد جماعات قوية مرتبطة بتنظيم القاعدة». وذكر الرئيس شريف في بيانه أيضا أن الصومال تواجه نفس ما تواجهه الحكومات في العراق واليمن وأفغانستان، لذا يجب على العالم أن يعطي الوضع في الصومال نفس الأولوية والاهتمام الذي يعطيه خطر تنظيم القاعدة في العراق واليمن وأفغانستان وباكستان، بل إن ما تواجهه الصومال يعتبر بأنه يشكل تهديدا رئيسيا على استقرار المنطقة والعالم. وحذر الرئيس الصومالي مجددا من أن تتحول الصومال إلى ملاذ لـ«القاعدة»، ما لم يقدم المجتمع الدولي مساعدات عاجلة لحكومته.

ويأتي هذا النداء الجديد في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك العنيفة في العاصمة مقديشو بين القوات الحكومية التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام من جهة، ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين الذين يواصلون زحفهم نحو القصر الرئاسي، ودخلت هذه المعارك، أمس، يومها الثامن على التوالي. وقتل 4 جنود أوغنديين من القوة الأفريقية العاملة في الصومال، أمس، في إطلاق قذيفة هاون في مقديشو خلال معارك مع المتمردين من حركة الشباب. وقال الميجور با هوكو باريغي، المتحدث باسم القوة الأفريقية في الصومال، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قذيفة هاون أطلقت على أحد مواقعنا، مما أدى إلى مقتل 4 من جنودنا». وأصيب 8 عسكريين آخرين في الحادث. وقال المتحدث إن كل الضحايا أوغنديون.

وأصبحت الحكومة في وضع حرج بسبب تراجع القوات الحكومية التي خسرت خلال الأيام الأخيرة مناطق استراتيجية، في الوقت الذي يتقدم فيه مقاتلو الشباب. وقال المتحدث العسكري باسم مقاتلي حركة الشباب: «إن مقاتليه أحرزوا تقدما عسكريا كبيرا خلال المعارك الأخيرة»، وأضاف الشيخ عبد العزيز أبو مصعب الذي عقد مؤتمرا صحافيا في مقديشو: «ألحقنا خسائر فادحة في صفوف العدو، قتل المجاهدون 12 جنديا من قوات الصليبيين»، في إشارة إلى قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام. ولم يصدر أي تعليق عن قوات الاتحاد الأفريقي حول هذه التطورات وادعاءات حركة الشباب بمقتل بعض جنود الأميصوم خلال معارك أمس.وتسمع أصوات المدافع الثقيلة التي يتبادلها الجانبان في أحياء كثيرة من العاصمة مقديشو لليوم الثامن على التوالي. وتدور الاشتباكات بين الطرفين في محيط شارع «مكة» الرئيسي، الذي يربط القصر الرئاسي بالمطار. بحيث تسعى حركة الشباب إلى السيطرة على هذا الشارع الذي يعد مهما بالنسبة إلى التنقلات اليومية للمسؤولين الحكوميين وفي مقدمتهم الرئيس شريف شيخ أحمد، كما أنه مهم بالنسبة إلى تحركات قوات الاتحاد الأفريقي.

وسقط أكثر من 100 قتيل على الأقل، وأصيب نحو 300 آخرين، خلال ثمانية أيام من المعارك الدامية بين القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي من جهة، ومقاتلي حركة الشباب من جهة أخرى.