لواء «الحرب داخل المدن» في الجيش الإسرائيلي ينتقل إلى الحدود مع لبنان بعد 20 سنة من العمل في الضفة

مراقبون يتساءلون: هل هي من علامات الإعداد للحرب؟

TT

أثار سحب لواء «الحرب داخل المدن» في الجيش الإسرائيلي، من الخدمة في الضفة الغربية، ونقله إلى الحدود الشمالية مع لبنان، تساؤلات لدى المراقبين الإسرائيليين إن كانت تلك من علامات الإعداد للحرب القادمة.

وقالت صحيفة «معاريف»، أمس، إن قائد لواء المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، آفي مزراحي، سمع يقول أنه يجب نشر هذا اللواء على الحدود الشمالية لتتدرب هناك على الحرب الكبرى القادمة من الشمال. وأن قائد لواء «كفير» (هكذا يسمى اللواء المختص بالحرب داخل المدن)، العقيد أورن آبمان، يمارس ضغوطا على رئيس الأركان غابي أشكنازي منذ فترة طويلة لينقل قواته إلى الشمال حتى يتاح له إجراء التدريبات اللازمة على هذه المنطقة المختلفة عن منطقة الضفة الغربية.

ولواء «كفير» هو من المشاة، وقد تأسس منذ مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي، ونشر جنوده على مختلف مناطق الضفة الغربية. وهم يخدمون فقط في الضفة ولا يغادرونها خلال خدمتهم. ويعتبر أكبر ألوية الجيش الإسرائيلي على الإطلاق. ويشتمل على عدة سرايا مشهورة في شدة قمعها للفلسطينيين.

واشتهرت هذه السرايا بالعديد من الفضائح الأخلاقية، مثل التنكيل بمدنيين فلسطينيين، والتقاط الصور للجنود والجنديات مع معتقلين فلسطينيين مكبلين أو معصوبي الأعين، واستخدام فلسطينيين دروعا بشرية، وقتل معتقلين فلسطينيين من دون محاكمة. وهم الذين نفذوا 70% من الاعتقالات في الضفة الغربية. وهو يعتبر من أكثر الألوية انضباطا في الجيش الإسرائيلي. وهو أكبر مصدر لتخريج المرشحين للعمل القيادي.

وشكا ضباط وجنود هذا اللواء في السنوات الأخيرة من الملل والروتين. وتوجهوا إلى قياداتهم معلنين أن إشغالهم في عمليات الدورية في السنوات الأخيرة جعلت كثيرين منهم يتركون الخدمة في اللواء، وينتقلون إلى وحدات وألوية أخرى. وهم يقولون: «نحن مشاة محاربون ويجب الإفادة من خبراتنا القتالية وليس من المعقول وضعنا في قفص الدوريات». وزادت المرارة لديهم، عندما أرسلوا لهدم منازل بنيت بلا ترخيص في المستوطنات، وبدأت تسمع تذمرات علنية واحتجاجات في صفوفهم.

وفي الشهور الأخيرة، حاول قائدهم إرضاءهم بمباشرة تدريبات على احتلال بلدات لبنانية وسورية، واعدا بأن ينتقلوا إلى الحدود الشمالية في أسرع وقت. وحسب القرار الجديد، سينتشرون على طول الحدود اللبنانية، وستكون لهم قاعدة في هضبة الجولان السورية المحتلة. وسيتم شملهم في جميع التدريبات، التي تجريها الألوية الأربعة للقوات المدرعة في السنة القادمة، في منطقة الشمال.

وستتولى موضوع «حرب المدن»، التي تتفوق فيها، حيث ينتقل جنودها من بيت إلى بيت فيقاتلون من يواجههم، ويعتقلون ويقمعون أو يقتلون من يعترض طريقهم، وهم مزودون بأحدث البنادق وآخر صرعات القنابل.