قائد القوات الأميركية وسط العراق: سنركز على تدريب العراقيين في 4 مجالات

الجنرال بيكر حددها بجمع المعلومات والمداهمات وتوفير الإمدادات وإخلاء الطرق من القنابل

TT

يقتحم جنود عراقيون منزلا لمشتبه به من المسلحين ويفتحون النار في عملية وهمية بينما يراقب الجنود الأميركيون ما يحدث تحت ظل خيمة لتجنب الشمس الحارقة.

قبل عام أو نحو ذلك ربما كان الجنود الأميركيون هم أول من يقتحم المنازل في التدريبات بينما كان العراقيون يحتمون بالظل ويراقبون لكن مهمة الجيش الأميركي في العراق بدأت تتغير مع انتهاء العمليات القتالية رسميا أمس. قال السارجنت شون أوهارا الذي يساعد في تدريب الجنود العراقيين على استخدام أجهزة آلية يجري التحكم فيها عن بعد لرصد القنابل «مهمتنا القتالية انتهت تماما.. بلغ العراقيون الآن مرحلة يمكنهم فيها أن يأخذوا بزمام كل الأمور».

وأضاف خلال التدريبات التي أجريت أول من أمس في جنوب بغداد «نحاول أن نصل إلى المرحلة التي ينتهي بهم الحال إلى تدريب أنفسهم حتى يمكن للجيل التالي من الجنود العراقيين أن يدربهم عراقيون».

ويتيح إنهاء المهمة القتالية المستمرة منذ سبع سنوات ونصف السنة والتي بدأها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وخفض حجم القوات الأميركية إلى أقل من 50 ألف فرد للرئيس باراك أوباما أن يقول إنه يفي بوعد قطعه خلال الحملة الانتخابية لبدء إنهاء الحرب التي لا تحظى بالشعبية.

وستظل ستة ألوية من الجيش الأميركي في العراق قبل الانسحاب الكامل بحلول نهاية 2011 كما ورد في اتفاق أمني ثنائي بين الولايات المتحدة والعراق لكن تركيزهم سيكون على مساعدة العراقيين وتقديم لهم المشورة لا القتال.

وبحسب تقرير لوكالة رويترز فإن حجم القوات الأميركية المتبقية سيبقى كبيرا إذ إنه يمثل نحو ضعف حجم القوات الأميركية المنتشرة في كوريا الجنوبية كما أن الجنود الأميركيين المدججين بالسلاح سيطلقون النار وسيتعرضون لإطلاق النار.

ويقول مسؤولون من الجيش الأميركي إنه اعتبارا من اليوم لن يشارك الجنود الأميركيون بشكل فعال في أغلب العمليات المشتركة مع قوات الأمن العراقية وبدلا من ذلك سيراقبون تلك المهام وسيستغلونها في معرفة كيف يمكن تحسين التدريب. وإذا كانت هناك حاجة للجيش الأميركي فسوف يقدم دعما مثل التغطية الجوية القريبة باستخدام طائرات هليكوبتر عسكرية ومقاتلات وطائرات بلا طيار.

قال الكولونيل روجر كلوتيير قائد اللواء الأول من الألوية التي تقدم المشورة والمساعدة «من الموضوعات الشائعة التي نراها بشكل عام (فيما يتعلق بالاحتياجات العراقية) هو بعض الدعم للتدريب على جمع المعلومات.. بعض الدعم لتكوين قدرة على الضرب.. ومساعدتهم بالإمدادات». وذكر البريجادير جنرال رالف بيكر قائد القوات الأميركية في وسط العراق أن القوات الأميركية ستركز على أربعة مجالات وهي كالتالي: أولا: جمع المعلومات.. ينظر لها على أنها عنصر أساسي في مساعدة القوات العراقية في تحديد الهجمات المحتملة. وقالت الولايات المتحدة إن تكوين قدرة على جمع المعلومات خاصة من خلال البلاغات التي يتلقونها من المواطنين يمثل أولوية. وقال بيكر «كسب ثقة السكان عنصر أساسي لكل من الحكومة وقوات الأمن العراقية».

ومن المجالات المتصلة بجمع المعلومات أن الجانب الأميركي سيواصل التركيز على تدريب نظام القضاء العراقي على استخدام الأدلة في المحاكمات بدلا من الاعتماد على الاعتراف.

وثانيا: المداهمات، فقد قال بيكر إن نسبة نجاح المداهمات الأمنية التي تقوم بها القوات العراقية لمكافحة التمرد على مخابئ للمسلحين بلغت 20 في المائة فقط. وهناك حاجة لزيادة تلك النسبة إلى 70 في المائة. وثالثا: الإمدادات، وذلك للتأكد من تزويد قوات الجيش بالمعدات اللازمة عندما تحتاج إليها أمر حيوي في نجاح العمليات العسكرية. كما يجب أيضا أن تكون هناك عمليات إصلاح وصيانة كافية للمعدات.

ورابعا: إخلاء الطرق من القنابل، إذ ستظل القنابل التي تنفجر على الطرق خطرا كبيرا في العراق لبضع الوقت وستدرب القوات الأميركية نظيرتها العراقية على كيفية استخدام أحدث تكنولوجيا مثل الأجهزة الآلية لإخلاء الطرق من القنابل. وقال بيكر «ما زلنا هنا.. ما زال لدينا 50 ألف جندي وما زال لدينا عمل لنقوم به».