بترايوس ينهي قواعد نقل المهام الأمنية للأفغان

دعا القوات الأميركية والتحالف إلى الانسحاب تدريجيا

TT

أنهى الجنرال ديفيد بترايوس، القائد العام للقوات الأميركية في أفغانستان، مهمة وضع قواعد جديدة لتسليم جزء من المهام الأمنية إلى القوات الأفغانية خلال الأشهر المقبلة، داعيا القوات الأميركية وقوات التحالف إلى الانسحاب تدريجيا من المناطق بدلا من تسليم المهام بالكامل دفعة واحدة إلى الوحدات المحلية، وفقا لما ذكره مسؤولون بارزون في حلف الناتو والبنتاغون.

وتتصور هذه القواعد أنه في حين أن بعض القوات ستغادر البلاد عندما يتم تأمين المناطق الحالية، فإن قوات أخرى ستتم إعادة تكليفها بمهام جديدة داخل أفغانستان، مما يمنح الجنرال بترايوس مرونة في نشر القوات، في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطا من بعض الحلفاء وبعض الديمقراطيين في واشنطن من أجل بدء إنهاء الحرب العام المقبل.

وسيكون التركيز منصبا في خطته على تحويل القوات لتدريب قوات الأمن الأفغانية من أجل تسريع الوتيرة التي يستطيع ضباط الشرطة المحليون والجنود بها تولي زمام الأمور بنجاح، مما يتيح لمزيد من قوات التحالف مغادرة البلاد. لكن من الممكن نقل جزء من القوات الأجنبية المتبقية إلى مناطق قريبة من العمليات الحالية حيث لا يزال المسلحون نشطين.

وتقر قواعد نقل المهام الأمنية بأن التقدم الحاصل كان بطيئا، وأن القوات الأفغانية لا تزال غير مستعدة لتولي المهمة في جميع أنحاء البلاد. وقال أحد الضباط البارزين في حلف الناتو في كابل، كان هناك بالفعل عدد قليل من المناطق التي بدأت القوات الأميركية فيها تقليص عددها والانتقال إلى مناطق مجاورة، خاصة في مقاطعة هلمند، جنوب أفغانستان، وهي بؤرة تركيز زيادة عدد القوات الذي طلبه الرئيس أوباما. بيد أن الضابط أقر بأن المناطق التي ظهر فيها هذا التقدم تعد قليلة في العدد حتى الآن.

وفي توضيح آخر للتحديات المستمرة التي تواجه الولايات المتحدة وحلفاءها، لقي سبعة أعضاء من القوات الأميركية مصرعهم في انفجارين جنوب أفغانستان أول من أمس، وفقا لما ذكرته قوة المساعدة الأمنية الدولية التي يقودها حلف الناتو.

وقال مسؤولون إن هذين الانفجارين لا يرتبطان ببعض، وقتل أحدهما خمسة أفراد والآخر قتل فردين. ومنذ السبت الماضي، لقي 14 فردا من القوات الأميركية مصرعهم في أفغانستان، خاصة في الجنوب.

وأقر مسؤولون بالإدارة والبنتاغون أن القواعد التي وضعها الجنرال بترايوس وفريق العمل الخاص به في مقر القيادة في كابل - خاصة هدف إعادة نشر القوات التي يتم سحبها من مناطق الصراع إلى مهمات أخرى - قد تتعارض مع الجداول الزمنية التي وضعتها بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو لسحب قواتها من أفغانستان.

بيد أن مجموعة من المسؤولين بالجيش والإدارة، الذين ناقشوا الخطة وطلبوا عدم ذكر أسمائهم، قالوا إن هذه القواعد لا تمثل تحولا في استراتيجية إدارة أوباما في أفغانستان، وأنها تحظى بدعم قوي من وزارة الدفاع.

وقللت حركة طالبان من تصريحات أميركية ادعت إحراز قوات التحالف الدولي تقدما عسكريا في أفغانستان، ووصفتها بأنها «عمل مضلل ودعاية منظمة». ويأتي ذلك في وقت دعا فيه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى إعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية الأميركية بالبلاد.

وكان الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان قال في تصريحات صحافية إن القوة الدافعة للمسلحين تراجعت في معاقلهم الجنوبية.

* خدمة «نيويورك تايمز»