مسلمو أميركا: «صعقنا» لأن الأميركيين لا ينسون هجمات سبتمبر

سكان نيويورك يرون أحقية المسلمين في بناء مسجد.. لكن يريدون نقله

TT

زادت منظمات وجمعيات إسلامية في الولايات المتحدة جهود تنسيق مواقفها، وزيادة نشاطاتها، مع إشعال حريق وإطلاق رصاص حيث يبنى مسجد جديد في مورفرسبور، من ضواحي ناشفيل (ولاية تنيسي).

وأيضا، بعد ضجة بناء مسجد في نيويورك بالقرب من المكان الذي كان فيه مركز التجارة العالمي الذي دمرته هجمات سبتمبر (أيلول) سنة 2001. وبعد أن عارضت بناء ذلك المسجد نسبة 70 في المائة من الأميركيين. وبدأت منظمات وهيئات إسلامية في الولايات المتحدة جهودا مكثفة لتنسيق جهودها لمواجهة هذه الحملة التي تخطت المسجد، وشملت الإسلام والمسلمين في كل الولايات المتحدة.

وأمس، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» تصريحات على لسان شرطة في ناشفيل بأن مجهولا أشعل نارا في المكان الذي يبنى فيه مسجد ضاحية ناشفيل. ودمر الحريق معدات وماكينات بناء كانت في المكان.

وفي اليوم التالي، بينما كان فريق من تلفزيون «سي إن إن» يصور فيديو إخباريا في نفس المكان، سمع أعضاء الفريق طلقات رصاص، واستدعوا الشرطة. لكن، مثل الحالة الأولى، لم تعتقل الشرطة شخصا حتى أمس، وقالت إنها تواصل البحث عن الجناة.

وأمس، قالت أسماء حنيف، رئيسة فرع واشنطن لمجلس المنظمات الإسلامية: «أعتقد أن قادة المسلمين في الولايات المتحدة لم يفهموا أهمية هجمات سبتمبر على الأميركيين. ولم يتوقعوا أن آثار الهجوم ستؤثر على سمعة الإسلام والمسلمين وسط الأميركيين إلى هذه الدرجة». وأضافت: «يستمر التأثير، ويستمر، ويستمر».

وقالت مصادر أميركية: «قادة المسلمين الأميركيين يعملون لتوحيد منظماتهم». وقالت «واشنطن بوست»: «مع زيادة تعابير معادية للإسلام والمسلمين عبر الولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، قال قادة مسلمون أميركيون إنهم يزيدون جهودهم لتوحيد كلمتهم ولمواجهة هذا الهجوم».

وأمس، عقد قادة مسلمون، وغير مسلمين، مؤتمرا في واشنطن، تحدث فيه سلام المراياتي، رئيس مجلس الشؤون العامة الإسلامية (إم بي إيه سي)، وقال: «توجد حاجة ملحة لإعلان وجهة النظر الإسلامية في خضم هذه الحملة الإعلامية العاصفة علينا. حتى الآن، لم نقدر على توضيح رأي المسلمين الأميركيين. نحن نحتاج لمزيد من الجهد في هذا المجال».

وأمس أيضا، عقدت جمعية الموظفين المسلمين في الكونغرس مؤتمرا هناك تحت عنوان «المسلمون في أميركا: إشاعات وحقائق: نقاش عن دور العقيدة في ضجة مسجد نيويورك».

وقال نعيم بيغ، مسؤول العدالة الاجتماعية التابع للدائرة الإسلامية في أميركا الشمالية (إسنا): «ليست عند المسلمين في أميركا تجارب كثيرة في مجال العمل العام. إنهم لا يزالون في مرحلة تعليمية».

وأشارت وكالة الأنباء الألمانية من واشنطن إلى حملات إلكترونية بدأتها منظمات إسلامية، و«تهدف إلى زيادة الوعي الاجتماعي لمواجهة ما تعتبره شعورا متناميا بالعداء للمسلمين».

وأشارت إلى أن منظمة «عقيدتي، صوتي» أسست موقعا على الإنترنت يدعو إلى الحوار، وبثت إعلانات في شبكات التلفزيون الكبرى. وجاء في مشهد فيديو تابع لها: «يقول لك كثير من الناس ما يجب أن تظنه عن المسلمين. يقولون إنك يجب أن تنظر إليهم في خوف، وشك، وكراهية». وظهر في الفيديو مسلمون ومسلمات من أجناس ومهن مختلفة، ويرتدون أزياء مختلفة ويتحدثون الإنجليزية والإسبانية وحتى لغة الإشارة.

وقال حسن أحمد، محام وأحد منسقي المبادرة، في مؤتمر صحافي في واشنطن: «نحن قلقون كمسلمين أميركيين بسبب زيادة الشعور بالعداء للمسلمين». وفي الأسبوع الماضي، أسس مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) في واشنطن مرجعا إلكترونيا يساعد المسلمين الأميركيين على شرح دينهم بطريقة إيجابية. ولمساعدتهم على التعامل مع الأحداث المحتملة في موضوع المساجد.

إلى ذلك أظهر استطلاع للرأي أمس أن ناخبي نيويورك يناقضون أنفسهم بشأن المركز الإسلامي المقرر بناؤه قرب موقع مركز التجارة العالمي، حيث قالت الأغلبية إن المسلمين لديهم الحق في بناء مسجد لكن يجب أن يجبروا على نقله.

ويعتقد 54 في المائة ممن استطلعت آراؤهم أن للمسلمين الحق في بناء المركز والمسجد قرب موقع مركز التجارة العالمي بسبب حرية الدين في الولايات المتحدة لكن نسبة مماثلة تبلغ 53 في المائة قالت إنه يجب حرمانهم من هذا الحق بسبب حساسية أقارب من قتلوا في هجمات 11 سبتمبر عام 2001. واستطلع المسح الذي أجرته جامعة كوينيبياك آراء 1497 ناخبا مسجلا بولاية نيويورك في الفترة بين 23 و29 من أغسطس (آب) في ذروة الجدل الذي يستغله الجمهوريون. الذين يعارضون إقامة المسجد لتحقيق مكاسب على الديمقراطيين قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وبالاستطلاع هامش خطأ يبلغ 2.5 نقطة مئوية بالزيادة أو النقصان. وتبنى 45 في المائة رأيا جيدا في الإسلام مقابل 31 في المائة يرون عكس ذلك، وقال 54 في المائة إن التيار السائد للإسلام مسالم مقارنة مع 24 في المائة قالوا إنه يشجع على العنف. وقال 54 في المائة إن المسلمين لهم حق البناء، ورفض ذلك 40 في المائة، في حين رأى 53 في المائة أنه يجب حرمانهم من هذا الحق مع معارضة 39 في المائة لهذا الطرح. لكن نسبة أكبر تبلغ 71 في المائة قالت إن المنظمة التي تقف وراء بناء المسجد يجب أن تنتقل إلى مكان آخر طواعية بسبب معارضة الناجين من هجمات 11 سبتمبر، فيما عارض ذلك 21 في المائة. وأبلغ 71 في المائة أيضا الاستطلاع أن وزير العدل في الولاية يجب أن يحقق في تمويل المسجد بينما عارض ذلك 22 في المائة. واقترحت مبادرة قرطبة التي يقودها إمام كويتي المولد يدعى فيصل عبد الرؤوف إنشاء المركز الثقافي الذي يتكلف 100 مليون دولار وسيشمل مسجدا. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أرسلت عبد الرؤوف إلى الشرق الأوسط كسفير للنوايا الحسنة.