أسرة القتيل خالد سعيد ترشح عميدها ضد الحزب الحاكم بالإسكندرية

وزير في الحكومة المصرية ينافس الإخوان في أقدم دوائرهم البرلمانية

TT

اشتعلت صراعات الدوائر الانتخابية بالإسكندرية شمال غربي مصر مبكرا وقبل موعد انتخابات مجلس الشعب بنحو شهرين، حيث أثار ترشح وزير التنمية المحلية محمد عبد السلام المحجوب (محافظ الإسكندرية السابق) بدائرة الرمل غضب الإخوان المسلمين، الذين يعتبرون أن الدائرة متوارثة في ما بينهم منذ أكثر من خمسين عاما، وأن ترشح المحجوب الذي يحظى بثقة وحب الناخبين بالإسكندرية يعد بمثابة تحدٍّ شرس من الحزب الوطني.

ويمثل دائرة الرمل حاليا النائب الإخواني صبحي صالح، أمين عام الكتلة البرلمانية للإخوان. وقال صالح لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجماعة تدرس القيام برد فعل قوي ردا على ترشح المحجوب بدائرة الرمل، ومن بين الخيارات المطروحة الدفع بمرشحين في كل الدوائر الانتخابية بنسبة مائة في المائة». وأضاف: «دفع الحزب الوطني بالوزراء للترشح في مجلس الشعب أكبر دليل على فشل هذا الحزب، وأنه ليس به كوادر أو رموز حزبية تستطيع المنافسة الجادة». وتابع القول: «إن لم يتراجع المحجوب عن الترشيح أمامي فسوف ألحق به هزيمة قاسية».

يذكر أن عبد السلام المحجوب كان يتمتع إبان توليه منصب محافظ الإسكندرية بعلاقات قوية بنواب جماعة الإخوان المسلمين، وهو المحافظ الذي استطاعت الجماعة في ظله الحصول على ثمانية مقاعد من أصل اثنين وعشرين مقعدا عن الإسكندرية في سابقة برلمانية كانت الأولى من نوعها، حيث تم نقل المحجوب بعدها ليتولى وزارة التنمية المحلية بعيدا عن مدينة الإسكندرية منذ عام 2006.

من جانب آخر فجرت أسرة الشاب خالد سعيد، الذي «توفي» منذ نحو ثلاثة أشهر، واتهمت أسرته رجلي شرطة بضربه حتى الموت، مفاجأة مدوية بإعلانها الدفع بعميد الأسرة للترشح على مقعد مجلس الشعب الذي يشغله حاليا رجل الأعمال طارق طلعت مصطفى رئيس مجلس إدارة «مجموعة طلعت مصطفى» (شقيق هشام طلعت المتهم بقتل الفنانة سوزان تميم، الذي فقد مقعده بمجلس الشورى بسبب حبسه في هذه القضية).

وشن الدكتور علي قاسم، عم خالد سعيد، وهو طبيب أسنان شهير بالإسكندرية، هجوما عنيفا على النائب الحالي لدائرة سيدي جابر طارق طلعت مصطفى، رئيس لجنة الإسكان بمجلس الشعب، قائلا: «سوف أخوض الانتخابات في مواجهته بناء على طلب الآلاف من المواطنين بالدائرة. فبعد الحادث الأليم الذي أودى بحياة نجل شقيقي المرحوم خالد قبل ثلاثة أشهر، التحم الأهالي مع أسرتنا بشكل قوي، وتفاعل الجميع معنا إلا نائب الدائرة رجل الأعمال طارق طلعت الذي حاول الأهالي الاتصال به ليقف بجوار الأسرة، إلا أنه كان الوحيد في مصر الذي كان غائبا عن الأحداث، ولم يكلف نفسه عناء الحضور لمواساة الأسرة في جريمة وقعت على أحد أبناء دائرته وانفعل معها العالم أجمع إلا هو».

وأضاف عم خالد سعيد: «سأخوض الانتخابات رافعا شعار (سأدافع عن أمثال خالد سعيد) حتى يجد أي مواطن من يدافع عنه في حال تعرضه لمحنة بعد أن تخلى رجال الحزب الوطني عن مهمتهم الأصلية في حل مشكلات الناس وانشغلوا بأعمالهم، مكتفين بالتبرع بالأموال للحزب لضمان الترشح بعيدا عن الناس وهمومهم. ومستعد لمعركة سياسية شرسة مع طارق طلعت محتميا بعشرات الآلاف من الناخبين من أبناء الدائرة الذين يؤيدون ترشيحي».

ورفض طارق طلعت مصطفى التعليق على ترشيح الدكتور علي قاسم، مكتفيا بالإشارة إلى أحقية أي مواطن في خوض الانتخابات، وأن صندوق الانتخاب هو الذي سيحدد من الذي يريده الناس ممثلا عنهم في البرلمان.