مقتل 4 مستوطنين في الضفة الغربية قبل ساعات من إطلاق المفاوضات.. وحماس تتبنى الهجوم

العملية نفذت رغم حرص السلطة والتحذيرات الإسرائيلية من محاولات تخريب المفاوضات

TT

قالت الشرطة الإسرائيلية إن أربعة مستوطنين قتلوا بالرصاص في كمين نصبه مسلحون فلسطينيون لسيارتهم بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية، قبل ساعات من إعلان انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال ميكي روزنفيلد، المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية «نعم نؤكد أن هناك أربعة قتلى في الموقع».

وقتل المستوطنون الأربعة (رجلان وامرأتان)على مدخل مستوطنة «كريات أرباع» على مفرق طرق عند قرية بني نعيم، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن التحقيقات الأولية تفيد بأن المنفذين أطلقوا الرصاص من سيارة متحركة ومن ثم أجهزوا من قرب على القتلى الأربعة.

وقال أحد المسعفين الإسرائيليين إن مركبة المستوطنين كانت مصابة بعشرات العيارات النارية، وبداخلها 4 جثث.

وأعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حالة الاستنفار، وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن وحدات الشرطة والجيش أعلنت حالة الاستنفار القصوى بين صفوفها في جميع أنحاء إسرائيل بعد الحادث.

ولمحت مصادر إسرائيلية إلى وقوف حماس وراء العملية، في رسالة للمفاوضين الفلسطينيين، لكن حماس لم تتبنَّ العملية واكتفت بمباركتها، كما فعلت حركة الجهاد الإسلامي. وتبنى قيادي في كتائب الأقصى التابعة لفتح المسؤولية، لكن أي بيان رسمي لم يصدر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة عسكرية مغلقة، وشرع بأعمال تمشيط واسعة النطاق في قرية بني نعيم، واعتقل الجيش 4 فلسطينيين من القرية لم يعرف ما إذا كانوا على علاقة بالعملية أم لا.

وهذا هو ثاني هجوم ناجح ينفذ في المنطقة خلال شهرين، إذ استهدف مسلحون في شهر يونيو (حزيران) الماضي سيارة شرطة إسرائيلية في المكان نفسه، وقد لقي شرطي إسرائيلي مصرعه في العملية. وحينها تعهد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بمنع تكرار هذه العمليات، داعيا الفلسطينيين إلى الالتفاف حول المقاومة السلمية.

لكن تنفيذ عملية الأمس تدل على قدرة فصائل معارضة في الضفة الغربية على العمل المسلح. وكانت مصادر أمنية إسرائيلية حذرت هذا الأسبوع من إمكانية تنفيذ فصائل معارضة لعمليات في الضفة الغربية في محاولة لتخريب المفاوضات.

وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه لم تكن هناك أية تحذيرات عينية بشأن احتمال تبديد ما لـ«الهدوء الأمني» الذي يسود الضفة الغربية، رغم وجود تقديرات بشأن احتمال محاولة منظمات المقاومة الفلسطينية تنفيذ عملية للتأثير على سير المفاوضات المرتقبة في واشنطن.

وجاءت العملية رغم أن إسرائيل عززت في الأيام الأخيرة من استعداداتها على الحواجز العسكرية، كما قامت بتعزيز قواتها في مواقع تماس محتملة.

وقد أعلنت كتائب عز الدين القسام، وهي الجناح المسلح لحركة حماس، «مسؤوليتها الكاملة» عن عملية إطلاق النار مساء أمس على سيارة إسرائيلية قرب الخليل في الضفة الغربية.

وقالت الكتائب في بيان صحافي تسلمت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه إن «كتائب القسام تعلن مسؤوليتها الكاملة عن عملية الخليل البطولية».