ألمانيا: «الحليب الجيني» ليست إساءة لمنتجي الألبان

القضاء مع «غرين بيس» وحرية الرأي

TT

حققت منظمة «غرين بيس» العالمية المهتمة بالدفاع عن البيئة فوزا حاسما على «عمالقة» صناعة الألبان في ألمانيا، وذلك بعدما رفضت المحكمة الدستورية الاتحادية الألمانية شكوى تقدمت بها شركة «موللر» لصناعة الحليب ومشتقاته، ضد تسمية «الحليب الجيني»، التي أطلقتها المنظمة على منتجات الشركة.

وجاء في قرار المحكمة أن التسمية لا تسيء إلى شركة «موللر»، وإن كان حليبها ومشتقاته من المواد غير المعدلة وراثيا. وبذلك تكون المحكمة الدستورية قد أكدت قرارا مماثلا صدر قبل عام عن المحكمة الإدارية، في ضوء شكوى من الشركة اتهمت فيها «غرين بيس» بالإساءة إلى سمعة منتجاتها.

كان خبراء المنظمة قد فحصوا منتجات شركات «موللر» و«فاينشتيفان» و«سزاكسنميلش» وعثروا فيها على آثار معدلة وراثيا. والمعتقد أن هذه المواد تسللت إلى حليب البقر بسبب أعلاف معدلة وراثيا، أو أنها وصلت إلى المنتج في واحدة من مراحل تعقيم الحليب وتحويله إلى مشتقات مختلفة ومطعّمة بمحاصيل زراعية. إثر ذلك، وفي عامي 2004 و2005، أطلق خبراء المنظمة في الصحافة اسم «الحليب الجيني» على حليب موللر. كما ملأ نشطاء «غرين بيس»، في مختلف المدن الألمانية، عربات الشراء من المخازن الكبيرة بمنتجات الشركات الثلاث، وكتبوا عليها اسم «حليب جيني». كما جمعوا 100 مادة منوعة من منتجات الشركات في عربة واحدة بسوق مدينة ميونيخ، وأعلنوا عن احتوائها على مواد معدلة وراثيا.

قضاة المحكمة الاتحادية في حكمهم رأوا أن تعبير «الحليب الجيني» مبهم، لا يتهم الشركات بالضرورة بخلط الحليب بالمواد المعدلة وراثيا. كما ثبت من فحص الخبراء أن الشركة المعنية لا تتخلى في كل مراحل الإنتاج عن مثل هذه المواد، وهي موجودة بالتالي في منتجاتها، لكن لم يثبت حتى الآن ما إذا كانت هذه المواد خطرة على صحة الإنسان أم لا. وحين طلب محامي الشركة من المحكمة حظر الحملة الإعلامية الجارية تحت شعار «الحليب الجيني»، متهما «غرين بيس» بخرق حرية المهنة، قال القاضي إنه لا يستطيع كبح «حرية الرأي».

يذكر أن شركات تعبئة المياه في ألمانيا كانت رفعت دعوى قضائية ضد مقدم برامج طبخ تلفزيونية، قال مرة إن مياه الصنبور أفضل من مياه التعبئة، وكسب الرجل القضية بعدما أثبت الخبراء أن مياه الصنبور في ألمانيا أفضل فعلا من كل المياه المطروحة تجاريا في السوق.