حروب أوباما: «واشنطن بوست» صاحبة الكتاب والمعلومات.. «ونيويورك تايمز» تسبقها

«التايمز» حصلت على نسخة ونشرت قصة عنه قبل «البوست» التي أعدت حلقات لنشرها اعتبارا من الاثنين حسب الاتفاقات

بوب ودوورد (أ.ب)
TT

كان بوب ودوورد، مساعد مدير تحرير صحيفة «واشنطن بوست»، ومؤلف قرابة عشرين كتابا ناجحا عن رؤساء ومسؤولين أميركيين، كعادته قبل صدور كل كتاب، يحافظ على سرية كتابه الجديد «حروب أوباما». كالعادة، كان يريد نشر خبر كبير عنه في صدر الصفحة الأولى قبل صدور الكتاب. ويكون بذلك قدم خدمتين: أولا: خدم صحيفته، وثانيا: خدم كتابه بزيادة شهرته.

لكن هذه المرة، فشلت الخطة. ليلة الثلاثاء، حصلت صحيفة «نيويورك تايمز» المنافسة على نسخة من الكتاب، ونشرت مقتطفات منه في موقعها على الإنترنت. وهرعت «واشنطن بوست»، حيث يعمل ودوورد (منذ أيام كشف فضيحة «ووترغيت» التي أطاحت بالرئيس السابق نيكسون) ووضعت خبرا أعد مسبقا في موقعها في الإنترنت، بعد منتصف الليل بقليل. بعد أربع ساعات من «نيويورك تايمز». لكن، كانت مطابع «واشنطن بوست» بدأت تعمل، وصدرت الطبعة الأولى. لكن، استطاعت الصحيفة نشر الخبر في طبعاتها اللاحقة.

وقال ستيف لوكسنبيرغ، وهو صحافي كبير في «واشنطن بوست»، في غضب، وكان يشرف على كتابة عرض الكتاب: «نحن في موقف لا نحسد عليه. نحن نفضل أن نحترم اتفاقات تمنعنا من نشر شيء قبل الوقت المتفق عليه». ظل ودوورد واحدا من أكثر كتاب الكتب السياسية شهرة. وهذا الكتاب عبارة عن قصة وراء الكواليس عن تقاتل داخلي في البيت الأبيض حول الحرب في أفغانستان.

وقال لوكسنبيرغ: «كانت لدينا قصة معدة مسبقا لوجود احتمال دائم بأن شخصا ما في مكان ما سيحصل على نسخة مقدما، وسيهدد قصتنا». وقال إنه حصل على رسالة من ودوورد، في تمام الساعة 08:15 ليل الثلاثاء بأن «نيويورك» تايمز حصلت على نسخة من الكتاب. وسارع واسترجع القصة المعدة مسبقا من قرص «فلاش» في الكمبيوتر الخاص به. وأرسلها سريعا للنشر، مع اتصالات تليفونية للتأكد من أنها وصلت إلى المسؤولين عن وضع الأخبار في الصحيفة. وأيضا، أرسلها إلى المسؤولين عن موقع الصحيفة في الإنترنت.

وكانت «واشنطن بوست» خططت لنشر ثلاث حلقات من كتاب «حروب أوباما» بداية من يوم الاثنين، والذي هو تاريخ نشر الكتاب رسميا. وكان هذا، بدوره، مرتبطا بمقابلات مع تلفزيونات، منها تلفزيون «إي بي سي». وكان ودوورد اتفق مع المذيعة دايان سوير لتقدمه في تلك الليلة في برنامج «أخبار العالم». ثم ليظهر في برنامج «نايت لاين». وفي صباح اليوم التالي في برنامج «صباح الخير يا أميركا». وقد حدث هذا للعديد من كتبه السابقة، وكان ودوورد عقد اتفاقا مماثلا مع تلفزيون «سي بي إس» في برنامج «60 دقيقة».

وقال لوكسنبرغ: «هذا جزء من المنافسات التجارية، والهدف هو زيادة اهتمام الناس بالكتاب».

في سنة 2008، عندما نشر ودوورد كتاب «الحرب في الداخل»، كتابه الرابع عن الرئيس السابق بوش الابن، عن الصراعات داخل البيت الأبيض وعن الحروب في العراق وأفغانستان وغيرهما، وحصل تلفزيون «فوكس» على نسخة مسبقة منه، ونشرها في موقعه في الإنترنت، مرة أخرى هرعت «واشنطن بوست»، ونشرت قصة معدة مسبقا في اليوم التالي. وعندما نشر ودوورد كتابه «حالة إنكار» في سنة 2006، عن سقوط حجج الرئيس السابق بوش لغزو العراق، أذاع تلفزيون «إن بي سي» مقتطفات منه قبل «واشنطن بوست».

وربما أكبر إحراج كان في سنة 2005، عندما حصلت مجلة «فانيتي فير» على سر احتفظ به ودوورد لمدة 33 سنة: اسم مارك فيلت، الذي كان مصدر فضيحة ووترغيت، وكان يلقب «ديب ثرود» (حلق عميق). لكن كان فيلت عندما بلغ عمره 91 سنة، وكان ضابطا في مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي)، وعن طريق بناته وأولاده، اتفق مع محام قدم القصة والسر الكبير إلى مجلة «فانيتي فير».