قوة أفغانية من 3 آلاف جندي محور الحرب السرية في باكستان

إسلام آباد لن تعلق حتى ينشر كتاب ودوورد

TT

على قمة جبلية أفغانية ترتفع عن مستوى سطح البحر بمسافة 7.800 قدم، وعلى بعد قرابة أربعة أميال من باكستان، تقف قلعة مصنوعة من الطين يطلق عليها «ألامو»، لكن رسميا يشار إليها باسم «فايربيس ليلي»، وتعد بمثابة المحور الجوهري في الحرب السرية ضد طالبان و«القاعدة».

وقد اعتمدت وكالة الاستخبارات المركزية على هذه القلعة، التي تمثل جزءا من مجموعة من القواعد التابعة للوكالة عبر مختلف أرجاء أفغانستان، كمحور لتدريب ونشر قوة شبه عسكرية أفغانية مؤلفة من 3 آلاف فرد على مستوى جيد من التسليح ويطلق عليهم «فرق متابعة مكافحة الإرهاب». علاوة على استغلال هذه القوة في أعمال المراقبة والاستطلاع وشن غارات وعمليات قتالية داخل أفغانستان، تتميز هذه الفرق بأهمية محورية بالنسبة للحرب الأميركية السرية الدائرة بباكستان، طبقا لما ذكره مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون. وقد جرى الكشف عن وجود هذه الفرق في كتاب «حروب أوباما» المقرر طرحه بالأسواق قريبا وهو من تأليف الصحافي بوب وودورد الذي عمل بصحيفة «واشنطن بوست» لفترة طويلة. إضافة إلى ذلك، كشفت لقاءات مع مصادر مطلعة على عمليات الوكالة، ومراجعة لقاعدة بيانات تضم 76.000 تقرير أميركي عسكري ميداني سري نشرها موقع «ويكيليكس» الشهر الماضي، عن أن الوكالة تتميز بوجود شبه عسكري سري في أفغانستان وباكستان أكبر بكثير عما كان معروفا من قبل.

وتتسم مثل هذه العمليات بحساسية خاصة داخل باكستان، التي تعد ملاذا لكبار قيادات طالبان و«القاعدة»، حيث يحظر على الوحدات الأميركية رسميا تنفيذ عمليات.

وتتضمن التقارير الواردة على «ويكيليكس»، التي تغطي فترة تصعيد حرب التمرد الأفغانية منذ عام 2004 حتى نهاية 2009، الكثير من الأجزاء التي تصف نشاطات قوات «وكالة حكومية أفغانية أخرى» و«وكالة حكومية أخرى»، وهو مصطلح يشار به عادة إلى وكالة الاستخبارات المركزية.

عبر لغة مشفرة، تنبئ السجلات الميدانية عن أنماط العمليات التي تنفذها الوكالة ووحدات أفغانية شبه عسكرية على امتداد الحدود الباكستانية. بجانب شهادات حول عمليات اختطاف تستهدف قيادات المتمردين، تحوي السجلات تقارير حول الضحايا من معارك ضد طالبان، وموجزا لما توصلت إليه عمليات تنصت إلكترونية على اتصالات العدو وتلميحات إلى قوة النيران الثقيلة بمتناول وكالة الاستخبارات المركزية.

من جهتها، رفضت الوكالة التعليق على وجود «فرق متابعة مكافحة الإرهاب». وذكر مسؤول باكستاني أن حكومته لن تعلق على كتاب وودورد حتى ينشر.

ووصف مسؤول أميركي مطلع على العمليات، رفض كشف هويته، الفرق بأنها «واحدة من أفضل القوى الأفغانية المقاتلة»، مضيفا أنها قدمت «إسهامات كبرى في جهود تحقيق الاستقرار والأمن» بأفغانستان. وأوضح المسؤول أن المهمة الأولى لهذه الفرق تمثلت في تحسين الأمن داخل أفغانستان، مشيرا إلى أنها لا تشارك في «أعمال فتاكة» عندما تعبر إلى داخل باكستان. وذكر أن المهام التي تنفذها الفرق عبر الحدود «مصممة حصريا لجمع الاستخبارات».

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»