البيت الأبيض: على الدول العربية توضيح خطوات التطبيع الممكنة مع إسرائيل

TT

في خطوة جديدة للضغط على الدول العربية لاتخاذ خطوات تقارب مع إسرائيل، يريد البيت الأبيض من الدول العربية بذل المزيد من الجهود لتوضيح ما تعنيه مبادرة السلام العربية إلى إسرائيل، على الرغم من أن الدول العربية أبقت مبادرة السلام العربية على الطاولة منذ عام 2002، والالتزام بالسلام مع إسرائيل بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وكانت هذه إحدى الرسائل في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس. وقال نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، بين رودز، إن البيت الأبيض يريد تحركات من الدول العربية تدعم عملية المفاوضات المباشرة «مثل تحديد كيف يمكن للعرب أن يطبعوا مع إسرائيل». وأضاف رودز في مؤتمر صحافي أنه من الضروري «عدم السماح لتصرفات مثل التشكيك بشرعية إسرائيل»، واعتبر أن على الدول العربية أيضا أن تدعم السلطة الفلسطينية.

وأكد رودز أن قرار أوباما جعل السلام في الشرق الأوسط محور خطابه أمام الأمم المتحدة يأتي ضمن سعي أوباما لإقناع «العالم بلعب دور لدعم الإسرائيليين والفلسطينيين، فنحن في محور مهم»، وأراد الرئيس أن يقدم رسالة مسؤولية مشتركة لإعطاء الطرفين الدعم والفسحة للتوصل إلى اتفاق. وأضاف: «نحن نرى إمكانية تقدم رائع في المفاوضات.. الرئيس يريد أن ينتهز هذه الفرصة لإعادة رفع أهمية هذه القضية». وقال رودز إن «المجتمع الدولي لا يمكنه الوقوف إلى الجانب، يجب دعم السلطة الفلسطينية اقتصاديا وسياسيا.. نريد أن نقول إن هذه ليست فقط ثنائية للولايات المتحدة مع الطرفين بل للمجتمع الدولي كله». وشدد رودز على أن تسليط الضوء على المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين «ليس دلالة على هشاشة المحادثات بل حجم الإمكانية». وبينما كرر رودز الموقف الأميركي الذي يطالب إسرائيل بتمديد موعد تجميد الاستيطان الإسرائيلي، فإنه أضاف أنه «يجب ألا يتوقف الفلسطينيون عن المشاركة في المحادثات». وأضاف: «ستكون هناك دائما قضايا أو أمر يعرقل المحادثات، ويجب أن يتساعد الطرفان في العمل على هذه القضية».

وردا على سؤال حول إمكانية أن يقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالبقاء على المفاوضات رغم مواصلة إسرائيل النشاط الاستيطاني، قال رودز: «لا أريد الدخول في أي قضايا دبلوماسية، يجب حلها بين الطرفين». وأضاف: «الطرفان يتحدثان مع بعضهم ويجب أن يبنيا الثقة بينهما». وبينما كانت رسالة أوباما أمس عن جهود السلام في الشرق الأوسط، فاليوم يركز أنظاره على إيران حيث يدلي بمقابلة مع القسم الفارسي من هيئة الإذاعة الفرنسية «بي بي سي» من أجل إعادة التشديد على رسالته بأن واشنطن تريد أن تتحدث مع إيران وتكون لديها علاقات أفضل مع إيران. وقال رودز إن أوباما سيوضح من خلال هذه المقابلة «أننا نبحث عن علاقة أفضل مع الشعب الإيراني، علاقة فيها علاقات اقتصادية أفضل مع الشعب الإيراني». ولكنه أضاف أن «ذلك ممكن فقط بناء على تصرفات إيران»، موضحا أن أوباما سيطالب إيران مجددا بإثبات النيات السلمية لبرنامجها النووي.

وردا على سؤال حول إذا كانت واشنطن تأخذ بتصريحات القيادة الإيرانية خلال الأيام الماضية حول إمكانية إجراء محادثات مع الأميركيين والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، قلل رودز من أهمية هذه التصريحات، قائلا إن المطلوب «أفعال جدية» من إيران. ولكنه اعتبر أن الرغبة الإيرانية في دخول محادثات دليل على تأثير العقوبات على إيران. وقال: «منذ إقرار العقوبات في يونيو (حزيران)، وإقرار عقوبات أحادية الجانب، ترى إيران أن هذه العقوبات ذات تأثير أكبر مما توقعته إيران، مما صعد من سعي إيران للتفاوض». وأضاف: «يمكن أن تكون لنا محادثات، ونحن نريد ذلك، ولكن عليهم أن يأخذوا خطوات تثبت التزامهم بالمحادثات ونية صادقة». وتابع: «لا نرى تغييرا دبلوماسيا مرتقبا من إيران».