عدن: اعتقال 15 من المحتجين على العمليات العسكرية في الحوطة بشبوة

مسيرات لـ«الحراك» في محافظات جنوبية في «يوم المعتقل»

TT

نفذت قوى وفصائل الحراك الجنوبي في اليمن، أمس، مظاهرات في عدة محافظات جنوبية بمناسبة اليوم الأسبوعي الذي بات يعرف بـ«يوم المعتقل الجنوبي»، وذلك لطرح الكثير من المطالب وإيصال رسالة إلى مجموعة «أصدقاء اليمن» التي تلتئم اليوم في نيويورك. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن عشرات الآلاف من نشطاء وأنصار الحراك الجنوبي، خرجوا في مسيرات كبيرة في عدة مدن وبلدات في محافظات الضالع، ولحج، وأبين، وشبوة، وهم يرفعون أعلام «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» السابقة وشعارات تطالب بـ«فك الارتباط» بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي اللذين توحدا في 22 مايو (أيار) عام 1990.

وجرح شخصان واعتقل العشرات، وذلك عندما فرقت قوات الأمن اليمنية في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، إحدى مسيرات «الحراك»، وقال شهود عيان إن مصادمات وأعمال عنف وقعت إثر تفريق الأمن للمسيرة، وشارك الآلاف في مسيرة في مدينة لودر بمحافظة أبين، التي شهدت الشهر الماضي مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وعناصر تقول السلطات اليمنية إنهم من تنظيم القاعدة، غير أن مسيرات «الحراك» في المناطق التي جرت فيها، رفضت الأعمال العسكرية التي دارت في لودر والجارية حاليا في مدينة الحوطة، بمديرية ميفعة في محافظة شبوة، وأعلنت فصائل وقوى «الحراك» تنصلها من الإرهاب وتنظيم القاعدة.

وطالبت البيانات التي تليت في المسيرات والمظاهرات في جنوب اليمن مجموعة «أصدقاء اليمن» التي من المقرر أن تجتمع في نيويورك اليوم، بالتدخل لـ«إنقاذ شعب الجنوب» وضرورة «التدخل الدولي لحل قضية الجنوب»، وغيرها من الشعارات التي تهاجم النظام في صنعاء وساقت له الكثير من الاتهامات، واعتبرت البيانات أن حل «القضية الجنوبية» يعد مدخلا رئيسيا لحل جميع المشكلات والأزمات التي يعاني منها اليمن.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يلوح فيه في الأفق توجه دولي للضغط على الحكومة اليمنية وجميع الأطراف السياسية في الداخل والخارج من أجل إجراء حوار وطني شامل وواسع لتجاوز الأزمات اليمنية، فقد أجرى مسؤول بارز في المعهد الديمقراطي الأميركي، سلسلة لقاءات، في صنعاء، اليومين الماضيين، مع الرئيس علي عبد الله صالح وكبار مستشاريه ورؤساء بعض المؤسسات الدستورية، إضافة إلى أحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل «اللقاء المشترك»، وأكد نائب مدير المعهد الديمقراطي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليس كامبل، في تصريحات صحافية، أن «التحديات التي تواجه اليمن، لن تحل إلا بالحوار الشامل والجاد»، واعتبر أن إجراء أي انتخابات «في أجواء غير سليمة» ستكون نتائجها سلبية، حسبما نقل عنه، وجاءت زيارة كامبل وتصريحاته، بعد أيام على رسالة الرئيس باراك أوباما إلى الرئيس علي عبد الله صالح، حيث شدد فيها على ضرورة الحوار الوطني في اليمن لتجاوز الأزمات.

على صعيد آخر، اعتقلت قوات الأمن في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، العشرات من أبناء محافظة شبوة الذين تظاهروا بالعشرات في مديرية الشيخ عثمان، احتجاجا على العمليات العسكرية الجارية في مدينة الحوطة بشبوة التي توسعت وشارك فيها الطيران الحربي، وأكدت مصادر خاصة أن أجهزة الأمن اعتقلت قرابة 15 مشاركا في المظاهرة وأودعتهم سجونها.

في هذه الأثناء، تتواصل العمليات العسكرية في شبوة، دون أن تعلن السلطات الرسمية أي معلومات عن تحقيق نجاحات ميدانية، باستثناء ما أعلنته وزارة الداخلية اليمنية في وقت متأخر من مساء أول من أمس، وهو أن قوات أمنية خاصة تمكنت من اقتحام أحد المباني الرئيسية في المدينة حيث يتمركز فيه مسلحون وتمكنت من اعتقال أحدهم، دون وقوع إصابات.

غير أن الأوضاع الإنسانية في الحوطة تزداد سوءا بعد نزوح أكثر من 12 ألف شخص من المدينة إلى المناطق المجاورة هربا من المواجهات والقصف الجوي، وهو الأمر الذي خلف أزمة إنسانية بحسب ما أعلن «الهلال الأحمر» اليمني الذي يقول إن النازحين يعانون ظروفا إنسانية صعبة. وانتقدت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، أمس، الأوضاع التي يمر بها النازحون، وقالت المنظمة في بيان صادر عنها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها حثت «السلطات اليمنية على اتخاذ تدابير عاجلة لحماية آلاف الأشخاص الذين شردوا أثناء عملية عسكرية قامت بها ضد مقاتلين اشتبهت بأنهم تابعون لتنظيم القاعدة في بلدة الحوطة».

وقال البيان إن السلطات اليمنية تقول إنها تستهدف أكثر من 200 من مقاتلي تنظيم القاعدة في المدينة، «بينما أبلغ عدة أشخاص من سكان المناطق المجاورة منظمة العفو الدولية أن من يشتبه بأنهم مقاتلون ليسوا فعليا سوى مسلحين قبليين لديهم مظالم ضد الحكومة». ونقل موقع المنظمة عن نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، فيليب لوثر، قوله إن على «السلطات اليمنية ضمان توفير ما يكفي من أساسيات العيش لعدد يبعث على الصدمة من الأشخاص الذين هجروا من ديارهم في غضون أيام»، وإن عليها، أيضا، أن «تضمن السلامة العامة، كما يتعين عليها تلبية احتياجات المشردين من الطعام والماء والمأوى والرعاية الصحية فورا، ولا سيما فيما يخص من يمكن أن يكونوا قد أصيبوا أثناء فرارهم». وقالت المنظمة إن طبيعة الهجوم «تثير بواعث قلق من أن القوات الحكومية قد استخدمت قوة مفرطة للغاية فيما يمكن أن يكون مجرد عملية لتطبيق القانون».