غرناطة تقرر مسح «أحبك» من شوارعها حسما للخلاف بين أهالي المدينة

كتبها أحد العاشقين مئات المرات وبمختلف اللغات

شارع كونثيبثيون في غرناطة وقد امتلأ بعبارة «أحبك» بمختلف اللغات («الشرق الأوسط»)
TT

اتخذت بلدية مدينة غرناطة، جنوب إسبانيا، قرارها النهائي بإزالة ومسح ما كتبه شاب عاشق على أرض أحد شوارع المدينة أكثر من مائة مرة، وبمختلف اللغات، حيث كتب عبارة «أحبك»، وذلك حسما للخلاف الذي نشب بين المواطنين حول هذه الكتابات، إذ دارت مساجلات ومناقشات حول ترك الكتابات كما هي باعتبارها عملا فنيا رومانتيكيا مبتكرا، وبين ضرورة إزالتها لأنها تشوه منظر الشارع. ومع أن البلدية اعترفت بأن الفكرة لطيفة لكنها قررت مسح ما قام به الشاب. وذلك تطبيقا لقوانين المدينة التي تمنع وجود كتابات ورسوم في الشوارع أو على الجدران، وكذلك خوفا من أن تنتشر هذه الظاهرة وتمتلئ المدينة بالكتابات. وقال خوان غارثيا مونتيرو المتحدث باسم البلدية «لا يجوز بأي شكل من الأشكال استعمال الطرق العامة من أجل نشر بعض الكتابات، ومنها ما كتبه هذا الشاب».

وصاحب الفكرة شاب من مدينة قادس يدرس في جامعة غرناطة، وهناك التقى مع فتاة قبل عام تدعى «لولا»، من مدينة باداخوث (بطليوس بالعربية) وأراد أن يحتفل بمناسبة مرور عام كامل على تعرفه عليها، وليعبر بطريقته الخاصة عن مدى حبه لها، فقرر أن يقضي طوال تلك الليلة، التي مرت فيها 365 يوما على شغفه بها، في شراء الصبغ ورسم عبارة «أحبك»، بمختلف اللغات، على أرض شارع كونثيبثيون وسط مدينة غرناطة.

وقد لاقت الفكرة استحسان الكثير، وخاصة الشباب، حيث وقفوا إلى جانبه وأيدوه بكل قوة، لكن معارضي الفكرة كانوا له بالمرصاد، فجابهوه بامتعاض شديد، وقد تهافت على الشارع الكثير من المواطنين والصحافيين والمصورين من أجل ملاحظة هذا المشهد، وانشغلوا في مناقشة فكرة الإبقاء على الكتابات أو مسحها، وكانت الآراء متباينة تماما، فمنهم من يقول: «ليذهب هذا العاشق إلى مدينة باداخوث، مدينة حبيبته، ويرسم أو يكتب هناك، فقد امتلأت غرناطة بالكتابات».

بينما عبر آخر عن أسفه لقرار البلدية: «أنا متأكد من أنه لو كان قد رسم هذه الخطوط في مدينة أخرى لحافظوا عليها، ولكانوا قد استغلوا الفرصة كي يزورها السياح، ولسموه (شارع المحبين، أو شارع الحب) ولاختلقوا منه أسطورة تقول إن كل من يمسك بهذا الخط سيكون سعيدا مع حبيبته»، وفي الوقت نفسه فقد تردد آخرون في آرائهم، يقول أحدهم «لا أستطيع أن أجزم من عنده الحق، فكلا الجانبين لديه من الدلائل ما يمكن أن يكون محقا، فالفكرة جديدة ولطيفة، خاصة أن كاتبها شاب عاشق، وكل الناس يتحدثون عن الشباب ومعاناتهم، ولكن من جهة أخرى، فقد كان من الممكن له أن يعبر عن حبه بشكل آخر».

وقد اتخذت بلدية المدينة مؤخرا قرارها النهائي الذي يقضي بمسح هذه الكتابات، وبالفعل فقد تم إرسال فريق مزود بأجهزة ومواد خاصة لمسح هذه الأصباغ من أرضية الشارع. وقد علقت إحدى الصحف «في الوقت الذي يكتب فيه تاغور (عندما يلاقي صوتي الموت فإن قلبي سيبقى متكلما)، نلاحظ على العكس من ذلك في غرناطة، فقد قامت البيروقراطية بتطبيق قوانينها ومسحت ما كتبه الشعراء».