عباس يغادر نيويورك دون نتيجة حول الاستيطان

التقى ميتشل ووزراء الخارجية العرب قبل العودة إلى رام الله

الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى وصوله الى باريس للالتقاء مع ممثلي الجالية اليهودية في فرنسا أمس (أ.ب)
TT

للمرة الثانية، غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيويورك من دون التوصل إلى نتيجة ملموسة حول النشاط الاستيطاني الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. فقبل عام، حضر الرئيس الفلسطيني اجتماعا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتقطت الصور لهم وهم يجتمعون، من دون التوصل إلى حل حول قضية الاستيطان.

وهذا العام، جاء الرئيس الفلسطيني إلى نيويورك على أمل التوصل إلى اتفاق حول تمديد تجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي بعد يوم أمس، وهو الموعد النهائي للتجميد الذي أعلنه نتنياهو قبل 10 أشهر، إلا أنه بعد أيام من الاجتماعات في نيويورك والمشاورات الرفيعة المستوى، لم يتم التوصل إلى حل مع الإسرائيليين. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد التقت عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على أمل التوصل إلى اتفاق لمواصلة تجميد النشاط الاستيطاني للحفاظ على عملية المفاوضات المباشرة التي أطلقتها واشنطن.

وقبل مغادرته نيويورك مساء أول من أمس، التقى عباس المبعوث الخاص الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، وكان هناك ترقب لأن يسلم ميتشل عباس ردا حول الاستيطان، إلا أنه لم يخرج بنتيجة. فلم تقدم الحكومة الإسرائيلية حتى أمس أي مؤشرات بمواصلة تجميد الاستيطان، أو توضيح للخطط المستقبلية في هذا المجال.

وقال مسؤول أميركي في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن ميتشل «أوصل رسالة بأن بغض النظر عما يحدث فيما يخص التجميد، هناك أهمية لمواصلة المحادثات لأنها تحمل أفضل إمكانية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي». ولكنه أكد على أن «موقفنا لم يتغير» فيما يخص مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان. وامتنع المسؤول الأميركي عن الخوض في تفاصيل الاتفاق الذي يمكن أن يتوصل إليه مع إسرائيل لتمديد فترة تجميد الاستيطان، مكتفيا بالقول: «نحن نواصل العمل، ونواصل المشاورات مع الطرفين».

وقدم الرئيس الفلسطيني شرحا لوزراء الخارجية العرب حول آخر التطورات لاجتماع في مقر الأمم المتحدة عصر أول من أمس قبل مغادرته نيويورك. وأفادت مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط» بأنه تم الاتفاق على عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية وبحث الخطوات المقبلة في حال رفضت إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان. وكان الاجتماع فرصة لتقديم عباس شرحا حول اللقاءات التي أجراها في نيويورك، وحول التفكير الفلسطيني حول الخطوات المقبلة. وهناك ضغوط أميركية على الفلسطينيين بمواصلة المفاوضات بغض النظر عن القرار الإسرائيلي حول الاستيطان، بينما تواصل الإدارة الأميركية ضغطها على الحكومة الإسرائيلية لإظهار حسن نية وتمديد تجميد الاستيطان.

وتراقب واشنطن والعواصم الأوروبية والعربية كيف ستتطور الأمور على واقع الأرض قبل اتخاذ مواقف حاسمة خلال الساعات الـ24 المقبلة. ومن غير الواضح ما إذا كان المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون سيواصلون المفاوضات المباشرة الأسبوع المقبل، وهو الموعد المرتقب للجولة المقبلة من المفاوضات التي انطلقت بداية سبتمبر (أيلول) الحالي. وقال المسؤول الأميركي: «سنرى ماذا سيحدث في حال وصلنا إلى موعد انتهاء التجميد، ولكن من المهم ألا نخرج ونشير إلى هذه كلحظة حاسمة، يجب أن نواصل المحادثات». وأضاف: «ما زلنا نتواصل مع الأطراف، والعملية تسير قدما ونأمل أن تتواصل في التحرك إلى الأمام». واعتبر المسؤول أن «الوقت ما زال مبكرا لنعلم ماذا سيحدث، ولكن الجولة الجديدة من المفاوضات مجدولة للأسبوع المقبل». ولم تعلن واشنطن بعد مستوى التمثيل في الجولة الجديدة من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد أن شاركت وزيرة الخارجية الأميركية في الجولة الأولى، في واشنطن وشرم الشيخ والقدس المحتلة.

وبينما غادر قادة دول العالم نيويورك، ما زال غالبية وزراء الخارجية هنا، حيث يواصلون اجتماعاتهم اليوم. وتلتقي كلينتون وزير الخارجية السوري وليد المعلم، حيث ستبحث فرص إطلاق المسار السوري - الإسرائيلي، في وقت تثار فيه أسئلة حول إمكانية مواصلة المسار الفلسطيني - الإسرائيلي.