كوريا الشمالية تستعد لأكبر عرض عسكري في تاريخها

بعد 62 سنة من نظام «سلالة كيم».. بيونغ يانغ تتحضر لخلافة زعيمها

TT

تعد كوريا الشمالية لأكبر عرض عسكري في تاريخها، سيشارك فيه آلاف الجنود والدبابات وقاذفات الصواريخ قبل يومين من انعقاد اجتماع الحزب الحاكم، الذي قد يبت في خلافة الرئيس كيم جونغ إيل، حسبما أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية.

وأفادت الوكالة أمس، استنادا لمصادر لم تحددها في كوريا الشمالية بأن نحو عشرة آلاف جندي، منتشرين منذ يوليو (تموز) في قاعدة «ميرم» الجوية قرب العاصمة بيونغ يانغ، للتدرب على الاستعراضات العسكرية التي ستجرى «في حفل وطني ضخم». ولم توضح المصادر موعد العرض الذي يفترض أن يجرى في بيونغ يانغ. وأفاد المصدر الكوري الشمالي لوكالة «يونهاب» أن «الأسلحة التي ستعرض تتمثل في آليات مجهزة بقاذفات صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وقاذفات صواريخ ومدفعية ودبابات». وأكد مصدر آخر أنه سيكون على الأرجح «أكبر عرض عسكري» في تاريخ كوريا الشمالية.

وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في أغسطس (آب) أنها رصدت انتشارا «حاشدا» للقوات في كوريا الشمالية قرب العاصمة. ويعتبر جيش كوريا الشمالية الذي قوامه مليون و190 ألف رجل، خامس أكبر جيش في العالم، ويشارك جنوده، بانتظام، بالآلاف في احتفالات سياسية واستعراضات. ويفتتح اليوم، الثلاثاء، في بيونغ يانغ اجتماع الحزب الحاكم لأول مرة منذ ثلاثين سنة، حسب المحللين، لإعداد خلافة الزعيم كيم جونغ إيل من أصغر أبنائه كيم جونغ أون.

وكان مؤتمر حزب العمال الذي يفتتح اليوم، الثلاثاء، مقررا مبدئيا في مطلع سبتمبر الحالي، وما زالت أسباب تأجيله غامضة على غرار عدة أمور في ذلك البلد الشيوعي الذي يعتبر من أكثر البلدان انعزالا في العالم.

وتعد بوينغ يانغ حاليا لأكبر استعراض عسكري في تاريخها، حسبما أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، استنادا لمصادر في كوريا الشمالية. ويعود آخر اجتماع عقده قادة الحزب إلى 1980، وكان يهدف إلى تأكيد خلافة كيم جونغ إيل، والده كيم إيل سونغ، أول رئيس في البلاد، الذي توفي سنة 1994.

ويرى المحللون أن كيم جونغ إيل (68 سنة)، الذي تعرض لجلطة دماغية قبل سنتين، سيعد لخلافته خلال هذا الاجتماع، الذي اعتبرته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية «تاريخيا». لكن لم يشر رسميا إلى موضوع الخلافة في الوقت الراهن.

واعتبر معظم المحللين أن كيم جونغ أون (27 سنة)، أصغر أبناء الزعيم الكوري الشمالي وخليفته المتوقع، قد يستمر في الظل، نظرا للصعوبات التي تواجهها البلاد.

وبعد 62 سنة من نظام «سلالة كيم»، بات اقتصاد كوريا الشمالية منهارا. وجلب برنامجها النووي لها العزلة والعقوبات الدولية. ويعاني معظم سكان البلاد من سوء التغذية، بسبب نقص متكرر في المواد الغذائي، خاصة بعد المجاعة التي شهدتها البلاد مطلع التسعينات.

وتوقع تشيونغ سيونغ تشانغ، الباحث في معهد سيجونغ بكوريا الجنوبية، أن ينضم الابن إلى قيادة المكتب السياسي، وهي أكبر هيئة في الحزب، قبل 2012. وينفرد كيم جونغ إيل حاليا بعضوية قيادة المكتب السياسي. إلا أن بايك كاك سون، الباحث أيضا في معهد سيجونغ، يتوقع أن يكون اجتماع هذا الأسبوع شبيها تماما بذلك الذي عقد سنة 1980.

وقال إنه «سيكون بالتأكيد تكرارا لاجتماع الحزب سنة 1980، وسيعين جونغ أون زعيما مقبلا»، متوقعا أن تتم الخلافة أسرع من خلافة الجيل السابق، بسبب سوء صحة كيم جونغ إيل. ولا يتوقع خبراء آخرون أي إعلان رسمي. وقال يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول إن «الابن سيتولى بلا شك منصبا مهما في الحزب، لكن لن يعلن عن ذلك على الفور». كذلك يرجح أن يتقرر في الاجتماع تعيين المسؤولين المؤيدين للخلافة ضمن عائلة كيم، بمن فيهم صهر كيم جونغ إيل، في أعلى المناصب. وقد تتم ترقية جانغ سونغ ثايك، الواسع النفوذ على أن يعمل لاحقا وصيا على الشاب كيم جونغ أون إذا توفي والده سريعا، كما يرى المحللون. ويرجح الخبراء عدم التطرق إلى القضايا الاقتصادية.

وأعلن بايك كاك سون أن «كيم جونغ أون سيعكف لاحقا على إصلاح الاقتصاد، وسيستخدم نشاطه لإرساء قدراته كزعيم». وتحث الصين، وهي الحليف الوحيد لكوريا الشمالية وأبرز مزود لها بالمساعدات الاقتصادية، بيونغ يانغ على تحرير اقتصادها، كما فعلت بكين، لكن النظام الكوري الشمالي يبدو متحفظا على فك قبضته.