بردة عكاظ 2010.. مزيج بين الشعر والتراث

قلدها الأمير خالد الفيصل للشاعر شوقي بزيع

الأمير خالد الفيصل خلال تقليد الشاعر شوقي بزيع بردة شاعر عكاظ (تصوير: ثامر الفرج)
TT

قلد الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، أول من أمس، شاعر عكاظ شوقي بزيع بردة شاعر عكاظ، بعد فوزه بجائزة شاعر عكاظ للعام الماضي عن قصيدة «مرثية الغبار».

وأكد يحيى البشري، المصمم العالمي المعروف الذي صمم البردة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه وجد في تصميمها أمنية كبيرة بعد قراءة الكثير عن هذه التظاهرة التاريخية التي كانت منذ قديم الزمان موقعا ومركزا لتبادل الثقافات والشعر.

ويضيف البشري «تساءلت أين سأجد نفسي بين هذا الكم من المثقفين والرواد؟ فوجدت في تصميم البردة شرفا وأمنية كبيرة تحققت». وبين البشري أن البردة استغرق تصميمها وتنفيذها شهرين، ومزجت في تصميمها بين البردة القديمة والمشلح السعودي الحديث، ومزجت في زخرفتها تاريخ عكاظ، وأشعار الفائز بها لهذا العام شوقي بزيع، إضافة إلى التراث التي تتميز به منطقة الحجاز.

وبين البشري أن البردة ذات لون كحلي، وخيطت من قماش الحرير والكريب، وطرزت بنحو 3 كيلوغرامات من القصب الذهبي، خيطت على شكل زخارف لكلمات متناثرة رسمت عليها عبارة سوق عكاظ، إضافة إلى مزيج مما قدمه الشاعر، حيث تم رسمها بالخط العربي الحر، بينما كانت الزخرفة العامة للبردة عربية مستوحاة من منطقة الحجاز، وبلغ مجموع ما استخدمه البشري من الأقمشة 8 مترات.

وكرم الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، يحيى البشري في سوق عكاظ، وسلمه جائزة خاصة لتصميمه البردة هذا العام.

في سياق آخر، كشف البشري لـ«الشرق الأوسط»، عن تقديمه عرضا جديدا للأزياء تحت عنوان «20 عاما من الموضة»، يستعرض فيه تجربته طوال العشرين عاما الماضية. وأكد أن الترتيبات تتم لاختيار موقع العرض من بين مدينتي دبي أو بيروت.

وبالعودة لسوق عكاظ، نجد أنه يعد أهم أسواق العرب وأشهرها على الإطلاق، حيث كانت القبائل تجتمع في هذا السوق شهرا من كل سنة، يتناشدون الشعر ويفاخر بعضهم بعضا.

ولم يكن سوق عكاظ مكانا ينشد فيه الشعر فحسب، بل كان أيضا موسما اجتماعا قبائليا له دوره السياسي والاجتماعي الكبير، فقد مثل عكاظ لقبائل العرب منبرا إعلاميا يجتمع فيه شيوخ القبائل بعشائرهم، وتعقد فيه مواثيق وتنقض فيه أخرى، كما كان السوق مضمارا لسباقات الفروسية والمبارزة، وسوقا تجاريا واسعا تقصده قوافل التجار القادمين من الشام وفارس والروم واليمن، ومنتدى تطلق فيه الألقاب على الشعراء والفرسان والقبائل وغير ذلك، ومنبرا خطابيا تقال فيه الخطب، وينصت له الناس، ومجلسا للحكمة تحفظ فيه الحكم وتسير بها الركبان ويتمثل بها الناس.

ويعود تاريخ عكاظ إلى ثلاثة أو أربعة قرون قبل الميلاد، وقد نشط في الفترة السابقة لظهور الإسلام، واستمر في عهد النبوة وصدر الإسلام أيام الراشدين وزمن بني أمية حتى سنة 129هـ، حيث ثار الخوارج ونهبوه، وقد تأثر سوق عكاظ بتوسع الدول الإسلامية وانتقال مراكز الحضارة من الحجاز إلى دمشق ثم بغداد، حيث المدن الكبيرة، وبدأت الحياة الجديدة في الشام والعراق ومصر تجذب الناس إليها مع الاهتمام بالفتوحات مما أضعف الحاجة لسوق عكاظ ودوره التجاري خاصة.

وقد اهتم الملك فيصل - رحمه الله - بموضوع سوق عكاظ، وتكونت اللجان من الجغرافيين والمؤرخين والأدباء لتحديد موقعه، فتهيأ لعكاظ رجال مخلصون أرادوا أن يعود إلى مجده وسابق عهده، بعد انقطاع استمر نحو ألف وثلاثمائة سنة.

وقد افتتحه الأمير خالد الفيصل، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولا شك أن وجود الأمير خالد الفيصل على رأس لجان سوق عكاظ يشكل دافعا قويا للعاملين في هذا المشروع الذي ينتظره مستقبل باهر حين تكتمل عناصر المشروع وتبنى المدينة الثقافية السياحية لسوق عكاظ.