قطارات ألمانيا وتراماتها تتحول إلى مكاتب

في عصر السرعة والتكنولوجيا المتقدمة

TT

رصدت وزارة النقل الألمانية، خلال السنوات الماضية ظاهرة تحول القطارات والترامات، ووسائط النقل العمومية الأخرى، إلى مكاتب متنقلة للموظفين والصحافيين وغيرهم. وتحدث رينيه زيمين، من الوزارة، عن مئات الآلاف من البشر، الذين يؤدون معظم أعمالهم اليومية على خطوط القطارات والترامات. ويظهر استطلاع أجراه المراقبون على الخطوط، أن 50 في المائة من المسافرين على القطارات، بين الساعتين السادسة والتاسعة صباحا، يعملون على كومبيوتراتهم، ويتصلون بمدرائهم وشركاتهم باستمرار.

وفي رأي زيمين لم يحدث هذا التطور الملحوظ بفعل تطور شبكات الاتصال، وثورة تقنية المعلومات فحسب، وإنما بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية ونزوع الشركات إلى تقليص أحجام مكاتبها وأبنيتها وإرسال العاملين فيها للعمل في البيوت.

الواقع أن بين رواد «مكاتب الترامات» داخل المدن نسبة عالية من المهنيين الأحرار، كالصحافيين والكتاب، الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة مكتب من جهة، ويضجرهم العمل في البيت من جهة أخرى. وتمكن ملاحظة أن هؤلاء يرتدون الملابس البسيطة، ويدورون لساعات داخل الترامات، مقابل بطاقة شهرية لا تكلف أكثر من 60 يورو.

أما بالنسبة لرواد القطارات فجلهم من موظفي الشركات، الذين يسكنون في مدن أخرى قريبة، غير المدينة التي تتخذها الشركة أو الدائرة مقرا، وهم يستغلون الوقت، بالاتفاق مع رؤسائهم، للبدء في العمل بالقطار، أو - وهو الغالب - يواصل هؤلاء أعمالهم في القطارات، أثناء تكليفهم بمهمات أخرى خارج الشركة. ويرتدي هؤلاء البدلات وربطات العنق، مع هاتفهم الجوال في الأذن، ويستخدمون «اللابتوب» ويعملون بصحبة قدح قهوة أيضا. ويلجأ هؤلاء عادة، عند الحاجة، إلى «كونفرنسات الفيديو»، بواسطة الكاميرات المثبتة على الكومبيوترات، للتفاهم وجها لوجه مع مدرائهم.

زيمين يقول إن من حق الشركات أن تحتسب وقت سفر الموظف في القطار ضمن وقت العمل، لأن الشركات الألمانية، حسب أرقام دائرة الإحصاء المركزية، خصصت عام 2009 أكثر من 6.7 مليار يورو لتغطية سفر موظفيها.