أسعار لحوم الأغنام تشتعل في الأسواق السورية بشكل غير مسبوق

ثاني دولة عربية مصدرة للأغنام بعد السودان

السعودية تستقطب 75% من الاغنام السورية (رويترز)
TT

أدى سماح سورية بتصدير مليون رأس من الغنم العواس إلى ارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق المحلية إلى أرقام غير مسبوقة، إذ ارتفع سعر كيلو لحم الغنم من 500 إلى 900 ليرة، رافقه ارتفاع في أسعار لحم العجل بسبب الإقبال عليه إلى 500 ليرة بدلا من 300 ليرة.

وتعد منطقة الخليج ولبنان السوق الرئيسية للأغنام السورية، وتستقطب السعودية القسم الأكبر من صادرات سورية من غنم العواس، أكثر من 75% مما يتم تصديره سنويا. ويتميز العواس السوري بلحمه الطري، ويعد من أفضل أنواع اللحوم على الإطلاق.

وكانت سورية حددت سقف الأعداد المسموح بتصديرها هذا العام بمليون رأس من الغنم مقابل 1.5 مليون عام 2008، وذلك حفاظا على ثروتها من هذه الحيوانات ومنع تدهورها، إلى جانب حماية المستهلك من ارتفاع الأسعار هذا، وتشترط سورية أن لا يزيد وزن الخروف المصدر عن 38 كيلوغــــــــــــراما.

وتوفر سورية لقطعانها رعاية جيدة عبر حملات التحصين واللقاحات المجانية والأعلاف المدعومة. وكانت وزارة الزراعة قالت في تقرير صادر عنها إن قطيع الأغنام لديها تأثر للعام الثالث على التوالي بالظروف المناخية والجوية التي سادت البلاد وما نجم عنها من نقص في العلف.

وبينت أرقام وزارة الاقتصاد أنه تم تصدير نحو 900 ألف رأس من الأغنام حتى الآن من الكمية المسموح بها. وجرت العادة على أن تقوم وزارة الزراعة السورية بإحصاء قطعان الغنم العواس في يناير (كانون الثاني) من كل عام، وكان وزير الزراعة السوري قدر عدد رؤوس الأغنام في سورية بـ15 مليون رأس، في حين تقدرها جهات أخرى بـ19 مليون رأس، إلا أن مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد والتجارة قدرتها بأقل من ذلك بكثير، مما حدا بالحكومة السورية إلى مراقبة التصدير وفتحه ضمن أشهر معينة في السنة لمنع ارتفاع أسعاره في السوق المحلية.

وتساهم الأغنام بـ73 في المائة من اللحوم الحمراء في سورية، بمعدل 184 ألف طن لحم، كما تؤمن 30% من الحليب المنتج، وتوفر 20 ألف طن من الصوف. وتعد الثروة الحيوانية، وخصوصا أغنام العواس، أحد مصادر النقد الأجنبي، وتساهم سورية بـ5.7 في المائة من الصادرات العالمية للأغنام، وهي ثاني دولة عربية مصدرة للأغنام بعد السودان. وتحقق الأغنام قيمة مضافة عالية، حيث تتجاوز قيمة ما تصدره سورية من الأغنام سنويا الـ20 مليار ليرة.

هذا، وتأتي سورية بعد السودان في معدل حصة الفرد من الأغنام، بمعدل رأس لكل فرد. ودرجت العادة على أن تصدر سورية أغنام العواس المرتفعة الثمن وتستورد الخراف الرومانية والأسترالية الأقل ثمنا، وعادة ما توقف سورية التصدير في فترات ولادة الأغنام ريثما تكبر الخراف، حفاظا على سلامة القطيع وحماية له من التناقص.