ضمانات أميركية لنتنياهو مقابل وقف الاستيطان لشهرين

تتضمن وعدا بأسلحة متطورة وإحباط أي تحرك عربي في مجلس الأمن

TT

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو وفد المفاوضات، ياسر عبد ربه، إن المبعوث الأميركي لعملية السلام، جورج ميتشل، سيسمع من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) خلال لقائهما في رام الله اليوم، الموقف ذاته الذي سمعه في واشنطن. وأوضح عبد ربه، «سيسمع أنه لا سبيل لتقدم العملية السياسية، طالما بقيت إسرائيل تحاول الجمع بين الاستيطان والسلام». ونقلت الإذاعة الفلسطينية الرسمية عن عبد ربه قوله إنه لا حلول وسط بشأن الاستيطان.

وينتظر أبو مازن أن يسمع أي جديد من ميتشل الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس. كما أنه من غير المعروف ما إذا كان الزعيمان سيلتقيان في قمة باريس الشهر المقبل، إذا لم توقف إسرائيل الاستيطان، أم لا؟

وكان نتنياهو قد وافق فورا على الاجتماع مع عباس في قمة بباريس الشهر المقبل في جهد مشترك للتغلب على تهديد بانهيار محادثات السلام بينهما. وذكر بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ووزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، وأبلغهما أنه يأمل في استمرار «مفاوضات إيجابية» مع عباس.

وقال: «أود من كل قلبي أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق إطار في غضون عام، ومن تغيير تاريخ الشرق الأوسط». وأبلغ نتنياهو، ساركوزي، أنه قبِل دعوته للقاء عباس في باريس في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ولم يعلن بعد موعدا محددا لتلك القمة.

وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو حاول خلال اللقاء، أن يرسل عبر ميتشل رسائل تطمينات للإدارة الأميركية، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها وزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، في الأمم المتحدة، التي قال فيها إنه لا يرى أي فرصة للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين خلال هذه المرحلة. وأكد نتنياهو أن حكومته ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق سلام، على الرغم من تصريحات ليبرمان.

أما ميتشل فقال «إن الإدارة الأميركية ستواصل السعي من أجل التوصل إلى اتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والنهوض بعملية السلام بين إسرائيل من جهة، وسورية ولبنان من جهة أخرى. وطلب ميتشل من جميع الأطراف إبداء النية الحسنة وإجراء مفاوضات وجيهة.

وتتحدث الصحف الإسرائيلية منذ أيام عن هذه الضمانات، وزادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس، بقولها إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعث رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، طلب منه فيها تمديد قرار تجميد الاستيطان بشكل كامل لمدة شهرين، مقابل ضمانات أميركية تصب في مصلحة أمن إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن الرسالة تتحدث عن ثلاث قضايا أساسية، تعتبر التزاما واضحا وصريحا من رئيس أميركي لرئيس حكومة إسرائيلية لم تحصل في الماضي، وذلك في محاولة منه لممارسة «ضغوط» على نتنياهو لضمان استمرار المفاوضات المباشرة.

وبموجب هذه الضمانات تلتزم الإدارة الأميركية بتزويد إسرائيل بأسلحة متطورة عند التوصل إلى حل نهائي للصراع، وتلتزم بإحباط أي محاولة من المجموعة العربية لطرح الموضوع الفلسطيني على مجلس الأمن لمدة عام كامل، كما تلتزم بمنع الفلسطينيين من وضع موضوع الاستيطان كشرط أساسي للمفاوضات أو كملف منفرد، بحيث يكون موضوع الاستيطان على جدول المفاوضات كباقي المواضيع الأخرى وكجزء من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي.

وقالت الصحيفة إن رسالة الضمانات هذه جاءت بعد ثمرة جهد استمر أسبوعا قام به وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، وكذلك رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي، يتسحاق مولخو، من خلال اجتماعات مختلفة في واشنطن ونيويورك مع الكثير من المسؤولين في الإدارة الأميركية.