التوتر يسيطر على القدس.. وإسرائيل تواصل اعتقال الأطفال

أهالي الشيخ جراح: بيوتنا مثل شرفنا ولن نخرج

TT

سيطر التوتر على مدينة القدس، أمس، بعد أن سمحت الشرطة الإسرائيلية لمستوطنين بدخول باحات المسجد الأقصى، والتجول بحرية هناك بمناسبة عيد المظلة اليهودي الذي ينتهي الجمعة. وقال مكتب حراسة المسجد إن شرطة الاحتلال سمحت لنحو 95 مستوطنا دخول الحرم القدسي، بعد أن سمحت قبل يوم واحد لمثل هذا العدد بالدخول.

ويأتي ذلك في وقت واصلت فيه الشرطة الإسرائيلية اعتقال مزيد من الأطفال من بلدة سلون جنوب المسجد الأقصى، بحجة مشاركتهم في مواجهات اندلعت الأسبوع الماضي بعد قتل مستوطن إسرائيلي لفلسطيني في البلدة.

وشنت الشرطة الإسرائيلية فجر أمس حملة جديدة طالت عشرات من الأطفال القاصرين والشبان، وتركزت حملات الدهم والاعتقال في أحياء وادي حلوة والبستان وبطن الهوى ومنطقة بئر أيوب.

وقال شهود عيان في بلدة سلوان إن الشرطة الإسرائيلية استخدمت الغاز المسيل للدموع في مهاجمتها بعض المنازل دون أسباب، قبل أن تعتقل الأطفال والشبان وتقتادهم إلى مركز تحقيق المسكوبية. وحملة الاعتقالات هذه متواصلة منذ عدة أيام. وزاد الطين بلة إقرار محكمة عسكرية إسرائيلية قبل يومين طرد عائلات فلسطينية من منازل في حي الشيخ جراح، وهو حي يشهد صراعا كبيرا بين المستوطنين والعرب من أجل السيطرة على منازل هناك.

ويخشى بعض الأهالي في الحي من هجمة قريبة يشنها مستوطنون أعلنوا عن نيتهم السيطرة على المنازل التي يسكنها الفلسطينيون، تمهيدا للعيش فيها وبناء مستوطنة في المكان. لكن الفلسطينيين رغم ذلك يقولون إنهم لن يغادروا منازلهم تحت أي ظرف. وقالت نظيرة صيام، التي تعيش في منزلها منذ ما يزيد على 50 عاما، وتدفع أجرته الشهرية لحارس أملاك الغائبين، لـ«الشرق الأوسط»: «بيتي يعني لي شرفي ولن أخرج منه أبدا أو أتنازل عنه».

وعقدت لجنة حي البستان ومركز إعلام القدس، أمس، مؤتمرا صحافيا حذرا فيه من استمرار عربدة المستوطنين والجيش الإسرائيلي في القدس. وقال حاتم عبد القادر، وزير القدس الأسبق، إن المقدسيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام «تمادي المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الإجراءات العنصرية والوحشية». وأضاف عبد القادر: «إن ما يحدث بالقدس يثبت للسلطة والدول العربية أن إسرائيل لن تكون شريكة في عملية السلام، وإنما تريد استخدام (مصطلح السلام) لتمرير مخططاتها فقط»، مطالبا السلطة الفلسطينية بإعادة النظر في «استراتيجية التفاوض مع إسرائيل».

واتهم فخري أبو دياب، عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، إسرائيل باستخدام القوات الإسرائيلية قنابل غازية وصوتية منتهية الصلاحية خلال المواجهات الأخيرة التي شهدتها مدينة القدس.

وقال إنه «كان لافتا للنظر الحالة الصحية التي يصاب بها السكان عقب إطلاق القنابل بين المنازل وفي الأزقة، حيث الإرهاق وارتفاع الحرارة والاستفراغ، وعندما تم نقل بعضهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج تم إبلاغنا بإصابتهم بحالة تسمم، واستدعى ذلك جمع بعض القنابل لمعرفة أنواعها واكتشفنا أنها منتهية الصلاحية منذ عام أو 6 أشهر، وأكد الأطباء أن الغازات الموجودة داخلها تتأكسد وتسبب أضرارا كبيرة على الإنسان والبيئة». واعتبر أبو دياب أن استعمال هذه القنابل هو عقاب جماعي للمقدسيين.

أما محمد صادق، مدير مركز إعلام القدس، فطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية بأنواع الأسلحة التي استخدمت في أحياء القدس خلال هذه الفترة.

وتحدث جواد صيام، مدير مركز معلومات وادي حلوة، عن تنامي ظاهرة «عربدة المستوطنين وحراسهم في سلوان»، حيث أصبحوا يستخدمون أسلحتهم بشكل عشوائي ضد المقدسيين.