السجن والغرامة لفرنسي دعا لمهاجمة دور السينما التي تعرض فيلما جزائريا

«خارج القانون» لرشيد بوشارب يتطرق إلى مذبحة «سطيف» التي سقط فيها آلاف الشهداء

متظاهرون يحملون لافتات معادية لفيلم «خارج القانون» أمام إحدى دور السينما في مارسيليا الفرنسية (رويترز)
TT

أصدرت محكمة الجزاء في دراغينيان، جنوب فرنسا، حكما بالسجن لمدة شهر مع وقف التنفيذ ضد متهم ينتمي إلى جماعة يمينية متطرفة؛ لأنه دعا إلى مهاجمة صالات السينما التي تعرض الفيلم الجزائري «خارج القانون» للمخرج رشيد بوشارب. كما غرمته مبلغ 3 آلاف يورو.

وكانت النيابة قد طلبت السجن لمدة سنتين، بالإضافة إلى غرامة قدرها 30 ألف يورو لبرنار سالكين، وهو متقاعد في الثامنة والستين من العمر وناشط في جماعة شارل مارتيل اليمينية، والمرشح السابق للانتخابات البلدية على قائمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف، وذلك بتهمة التحريض على العنف. لكن خلو سجل المتهم من السوابق ساعد في تخفيف الحكم عليه.

وأثار فيلم «خارج القانون» حفيظة أوساط يمينية ما زالت لم تهضم خسارة فرنسا للجزائر، رغم مرور أربعة عقود على استقلالها، لأنه يتعرض للمذبحة التي جرت في مدينة سطيف، عام 1945، وسقط فيها أكثر من 40 ألف شهيد جزائري برصاص الجيش الفرنسي. لكن موجة الاعتراضات والمظاهرات التي رافقت ظهور الفيلم لم تفلح في منعه من المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي في دورته الأخيرة.

وفي حين أبدت ممثلة النيابة أسفها للحكم المخفف الذي قد يشجع أولئك الذين «يركبون موجة الإرهاب» وتخويف جمهور السينما من مشاهدة الفيلم، وطالبت بحكم قاس ذي معنى رمزي، دافع محامي المتهم عنه بالقول إنه «رجل متقاعد مصاب بالكآبة وكان يتصور أنه يقوم بعمل شجاع».

يذكر أن جماعة شارل مارتيل المتطرفة أخذت اسمها من القائد الفرنسي الملقب بـ«المطرقة» الذي صد المسلمين الفاتحين بقيادة عبد الرحمن الغافقي في معركة «بلاط الشهداء» عند مدينة بواتييه الفرنسية، عام 732.