كانت نهضة منقوصة

TT

* تعقيبا على مقال سعيد بنسعيد العلوي «هل في الإمكان استئناف عصر النهضة؟»، المنشور بتاريخ 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، أقول: إن ما شهدته المنطقة لم يكن عصر نهضة بالمعنى المتداول، بل عصر نهضة للنخبة من المثقفين من أمثال محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وطه حسين والفاسي ومالك بن نبي وغيرهم. هؤلاء أثروا في قلة من المثقفين. كما أن نهضتهم لم تؤثر في الوضع الاجتماعي، فقد واجهوا حائطا صلبا من مدافعين عن الثوابت والعلوم التي حفظها. وكلنا يذكر ما طال طه حسين من تجريح بسبب كتابه «في الشعر الجاهلي». وحتى رشيد رضا، تلميذ محمد عبده، انقلب على نفسه بعد وفاة معلمه، وسلك طريقا مغايرا. ولهذا بقي إنتاجنا العلمي في حقول الإنسان والمجتمع قليلا، بالكاد يذكر، وأبعد ما نكون عن استعمال العقل والفكر والنقد. والسبب قد يكون في مناصرة السلطة السياسية لأصحاب الفكر المتوارث، وازدياد الفقر مع تزايد عدد السكان، ووقوع انقلابات عسكرية، وانعدام الاستقرار. كل هذا جعل من متابعة أي نهضة فكرية ودينية وتعليمية من جانب الفرد العادي، رفاهية، فهو مشغول أصلا، بالبحث عن الخبز لعائلته.

كاظم مصطفى - الولايات المتحدة [email protected]