«أرض الصومال» تعلن إحباط هجمات إرهابية خططت لها حركة الشباب

المدير العام للإنتربول: حركة الشباب تشكل أكبر خطر إرهابي سيواجه العالم

جندي من قوات حفظ السلام الأفريقية يراقب أحد أحياء العاصمة مقديشو أثناء اشتباكات مع مسلحي تنظيم الشباب المتمرد أمس (أ ب)
TT

أعلنت الشرطة في إقليم أرض الصومال، الذي أعلن انفصاله من طرف واحد، عن أنها أحبطت هجمات إرهابية منسقة كانت حركة الشباب المجاهدين تخطط لتنفيذها ضد أهداف في أرض الصومال. وقال قائد شرطة إقليم أرض الصومال، علمي روبلي، في مؤتمر صحافي عقده بمدينة هرجيسا: «إن قوات الشرطة وقوات مكافحة الإرهاب ألقت القبض على 18 شخصا يشتبه في أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية منسقة في أرض الصومال»، على حد تعبيره. وأضاف: «التحقيقات الأولية تشير إلى أن عناصر مرتبطة بحركة الشباب التي تقاتل ضد الحكومة الانتقالية وقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في مقديشو، كانت تخطط لتنفيذ هجمات تفجيرية بمدن أرض الصومال».

كانت الشرطة في أرض الصومال تنفذ، خلال الأيام الأخيرة، عمليات تفتيش واسعة ومداهمات استهدفت بعض المنازل التي يشتبه أن خلايا مسلحة تختبئ فيها، وذلك بعد ظهور شائعات بأن عناصر مرتبطة بحركة الشباب موجودة في المنطقة. وذكرت الشرطة أيضا أنها صادرت كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات كانت مخبأة في بعض المنازل في أحياء مختلفة من مدينة هرجيسا، عاصمة إقليم أرض الصومال.

كانت أرض الصومال قد أعلنت، قبل يومين، عن اعتقال أحد مخططي الهجمات التفجيرية التي هزت مدينة هرجيسا عام 2008، ويدعى «عثمان يوسف أدوا»، الذي يتهم بعلاقته بحركة الشباب المجاهدين. وكانت أرض الصومال قد اتهمت أدوا بأنه كان أحد مخططي التفجيرات التي استهدفت قصر الرئاسة، ومقر الأمم المتحدة، ومقر البعثة الإثيوبية بهرجيسا في أكتوبر 2008، وكان أدوا قد هرب إلى مقديشو، وصدرت في حقه أحكام قضائية.

من جهته، اتهم وزير الداخلية في حكومة أرض الصومال، محمد عبد غبوسي، إريتريا بزعزعة أمن منطقة القرن الأفريقي، بسبب تدريبها مقاتلين من جبهة أوغادين، لتحرير إقليم الصومال الغربي، والتي تحارب إثيوبيا، وإدخالها مسلحين من الجبهة، تدربوا في أراضيها، إلى أرض الصومال كنقطة انطلاق إلى إثيوبيا. ودعا وزير داخلية أرض الصومال إريتريا إلى الكف عما سمته تعريض أمن المنطقة للخطر، والكف عن أنشطة زعزعة الاستقرار التي تنفذها في القرن الأفريقي، وتتهم إريتريا بدعم المتمردين الإسلاميين في الصومال، كما تتهم أيضا بدعم مقاتلي جبهات التحرير في إثيوبيا.

على صعيد آخر، حذر المدير العام للشرطة الدولية (الإنتربول) من خطورة التهديد المتزايد، الذي تمثله حركة الشباب الصومالية وحلفاؤها من تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا. وقال رونالد نوبل، في تصريح لوكالة أسوشييتد برس: «هناك خطر حقيقي، وتهديد إرهابي قادم من حركة الشباب الصومالية، بعد تفجيرات كمبالا، التي تبنتها الحركة». وأضاف المدير العام للإنتربول: «الصومال سيشكل مبعث قلق بسبب حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وإن التهديد القادم من الصومال أكثر من أي تهديد إرهابي، حتى من نظيره القادم من أفغانستان».

وحذر من احتمال تحول الصومال إلى مهد آخر للإرهاب، في إشارة إلى حركة الشباب المجاهدين، التي يقول الغرب إنها مرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال: «الكثير من عناصر حركة الشباب الصومالية تلقوا تدريبات في أفغانستان وباكستان، ويستخدمون وطنهم الآن كقاعدة للإرهاب». وذكر أن حركة الشباب وحلفاءها في المنطقة سيشكلون خلال السنوات الخمس، أو العشر المقبلة، أكبر خطر سيواجه العالم.

ميدانيا، قتل 13 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 35 آخرين في اشتباكات بين قوات الحكومة الصومالية التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي، ومقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة. وسقط معظم القتلى والجرحى في سوق «البكارو» التي تعرضت لقصف مكثف من قوات الاتحاد الأفريقي. وأعلن المتحدث باسم الشرطة الصومالية، العقيد عبد الله حسن بريسي، أن القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي استولت على معاقل للفصائل المسلحة في حي هودان بجنوب مقديشو، وقال بريسي: «سيطرت القوات على معاقل للمسلحين، تشمل مجمع (مستشفى القوات المسلحة) سابقا ومصنعا للألبان، وقواعد أخرى».

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، قد أنشأت مواقع جديدة لها في المناطق التي استولت عليها أمس. وسقط معظم القتلى في سوق البكارو الرئيسية، التي أصبحت هدفا لصواريخ قوات الاتحاد الأفريقي. وعادة أصبح المدنيون أبرز ضحايا المعارك في مقديشو بين القوات الحكومية المدعومة من قوات الاتحاد الأفريقي، ومقاتلي حركة الشباب؛ حيث أصبحت سوق البكارو التي يسيطر عليها المسلحون الإسلاميون هدفا لصواريخ القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي في كل مرة تتعرض فيها هذه القوات للهجوم. وقال علي موسى، رئيس خدمة سيارات الإسعاف إنهم شاهدوا 10 قتلى مدنيين، و31 مصابا في سوق البكارو.