البرازيل: روسيف تتجه للفوز بالرئاسة.. والتحدي تفادي الدورة الثانية

مرشحة دا سيلفا فقدت في اللحظة الأخيرة دعم ملايين المسيحيين بسبب تعليقات حول الإجهاض

برازيليون ينتظرون في طوابير للإدلاء بأصواتهم في برازيليا أمس (رويترز)
TT

أدلى البرازيليون بأصواتهم أمس في انتخابات عامة لاختيار خليفة للرئيس المنتهية ولايته لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وممثليهم في البرلمان بمجلسيه، إضافة إلى حكام الولايات. ويرجح أن يضع البرازيليون ثقتهم في لولا دا سيلفا من خلال دعم مرشحته للرئاسة، ديلما روسيف، التي قضت سنوات حياتها في العمل بالحكومة، والتي تنافس لأول مرة على منصب الرئاسة.

وتأمل روسيف، 62 عاما، أن تصبح أول امرأة تقود البرازيل، وهي تسعى للحصول على تفويض قوي بمواصلة سياسات لولا التي هي مزيج بين تلك الداعمة للسوق والبرامج الاجتماعية التي عززت ازدهارا طويلا في أكبر اقتصاد بأميركا اللاتينية. لكنها تفتقر للشخصية المؤثرة التي يتمتع بها لولا، وللرابطة العاطفية التي تربطه بالناخبين، وقد يضعف هذا من قدرتها على قيادة حكومة ائتلاف واسعة في وقت تحتاج البرازيل فيه لمزيد من الإصلاحات الاقتصادية لمواصلة النمو بقوة.

عملت روسيف من قبل كبيرة لموظفي لولا الذي أعجب بمهاراتها الإدارية. وقبيل الإدلاء بصوتها في مدينة بورتو أليغري الجنوبية عبرت عن رأي به قدر من الفلسفة بشأن فرص فوزها من الدورة الأولى، فقالت «إنها عملية مجتمع تلك التي تقرر ما إذا كنت فائزا من الدورة الأولى أم الثانية. أعتقد أنه مهما كانت الأحداث فإن نضالك الجيد هو الذي يمنحك النصر».

وأسهمت سلسلة من المزاعم الأخلاقية ضد حزب العمال الحاكم وضد أحد مساعدي روسيف السابقين في إبطاء تقدمها، ومنحت منافسها الرئيسي خوسيه سيرا، 68 سنة، من الحزب الديمقراطي الاشتراكي أملا في تجنب هزيمة محرجة من الدورة الأولى. كما فقدت روسيف في الآونة الأخيرة دعما بين الملايين من المسيحيين الإنجيليين بسبب تعليقات سابقة أيدت فيها إلغاء تجريم الإجهاض. وأشار استطلاعان للرأي الليلة قبل الماضية إلى أن روسيف التي تلقب بـ«السيدة الحديدية» قد تحتاج لخوض دورة ثانية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي أمام منافسها الرئيسي الاشتراكي الديمقراطي خوسيه سيرا.

وروسيف مطلقة مرتين، وقد نجت من الموت بالسرطان. وتقدمت على منافسها سيرا وزير الصحة السابق فور بدء الحملة الانتخابية جديا في يوليو (تموز) الماضي، ولم تواجه خطرا حقيقيا منذ ذلك الحين. وفي الأسابيع الأخيرة تمكنت وزيرة البيئة السابقة مارينا سيلفا مرشحة حزب الخضر من جمع أصوات تتيح لها الفوز بنحو 15% من الأصوات، لكن فرصتها في خوض دورة ثانية ضئيلة. وفي إطار فرضية إجراء دورة ثانية إن لم يحصل أي من المرشحين على غالبية الأصوات، فإن روسيف ستفوز بسهولة على خوسيه سيرا بحصولها على ما بين 51% و52% مقابل 37% و40% بحسب الاستطلاعين الأخيرين.

والبرازيل هي رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، ويجري التصويت فيها إلكترونيا، مما يعني أن النتائج ستظهر في غضون ساعات بعد انتهاء الاقتراع. وسيتسلم الرئيس الجديد مهامه في الأول من يناير (كانون الثاني) 2011 لولاية من أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. ويمنع الدستور لولا دا سيلفا من الترشح لولاية رئاسية ثالثة على التوالي.