تحلية المياه تسجل براءة اختراع لتقنية ترفع كفاءة محطاتها بنسبة 100%

الاكتشاف يخفض التكلفة اليومية للإنتاج في المحطات بمعدل 30%

TT

كشفت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أمس، عن إنجاز تسجيل براءة اختراع في مجال استخلاص الماء العذب من المياه المالحة معتمدة على تقنية النانو، حيث يرفع كفاءة عمل أغشية الترشيح بنسبة تصل 100 في المائة. فبعد أن سجلت التقنية الأولى التي اكتشفها مركز الأبحاث التابع للمؤسسة، نسبة استخلاص للماء العذب بمعدل يصل إلى 35 في المائة، فإن التقنية الأخيرة ترفع نسبة الكفاءة إلى نحو 70 في المائة.

وأكد مصدر في المؤسسة (فضل عدم ذكر اسمه)، أن التقنية الجديدة ستخفض تكلفة الإنتاج في حال تطبيقها في جميع المحطات بنسبة تصل إلى نحو 30 في المائة وسترفع نسبة الإنتاج في المحطات إلى مستويات متقدمة، إلا أنه أوضح أن التقنية الجديدة لن تطيل عمر المحطات التي انتهى العمر الافتراضي لـ52 في المائة منها، والبالغ عددها نحو 36 محطة على الساحلين الشرقي والغربي للسعودية. وبينت مصادر في المؤسسة العامة لتحلية المياه أن المؤسسة تمتلك في الفترة الراهنة 6 براءات اختراع تعمل من خلالها المؤسسة على تطوير محطاتها، موضحين أن هذه البراءات لم تُستغَل تجاريا حتى الآن، ومتوقعين أن يحدث ذلك مستقبلا عندما يتم إقرار تخصيص المؤسسة، وتتحول من النظام الحكومي للنظام التجاري. ووصفت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة اختراعها الأخير الذي تعمل على تطويره منذ عام 2002، بأنه يعد ثورة علمية في مجال تحلية المياه المالحة، يضاف إلى الإنجازات العلمية السعودية، خصوصا في صناعة وتقنية التحلية. وتعد السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.55 مليار متر مربع سنويا، تعمل عبر مؤسساتها البحثية في بعض الجامعات والمؤسسة العاملة لتحلية المياه المالحة عبر معهد ومركز الأبحاث التابعين لها، على تطوير تقنيات عالية الجودة لزيادة كفاءة إنتاج المياه العذبة.

وسيسهم الاختراع الجديد في زيادة نسبة استخلاص الماء العذب من وحدة التناضح العكسي أو وحدة التقطير المغذاة بمنتج النانو بنسبة 70 في المائة بدلا من 30 في المائة حين تغذيتها حسب الطريقة التقليدية بماء البحر، أي بزيادة تبلغ 100 في المائة.

ويأتي الابتكار الجديد كتطوير علمي لابتكار سابق حصلت بموجبه المؤسسة على براءة اختراع، إلا أن الابتكار الجديد الذي جرى تطويره خلال عدة سنوات في مركز الأبحاث التابع للمؤسسة، سيرفع من قدرات المحطات الإنتاجية ويخفض تكلفة تشغيل المحطات بنسب تصل إلى 30 في المائة، في حال تطبيقه في معظم محطات المؤسسة، حيث أشار تقنيون إلى أن هذه الخطوة تتطلب بعض التعديلات في نظام المحطات التي تم بناؤها في الفترة السابقة.

ويوصف الاختراع الجديد بأنه «تحلية مياه البحر بطريقة ازدواجية مثالية ذات كفاءة عالية مكونة من مرحلتين من أغشية الترشيح (النانو) مع أغشية التناضح العكسي». وقد قامت بتسجيل براءة هذا الاختراع لدى مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ويقوم الاختراع الجديد بطريقة حديثة ترفع من كفاءة طرق التحلية الحرارية والغشائية الحالية، حيث يتم تمرير الماء من خلاله على مرحلتين من أغشية الترشيح الدقيقة (النانو)، يتم من خلالها رفع كفاءة المعالجة الأولية وجودة المياه المنتجة منها، مما يؤدي إلى رفع كفاءة محطات التحلية وزيادة إنتاجيتها، وتم إنجاز هذا الاختراع في معهد أبحاث تحلية المياه المالحة بالجبيل.

ويعتبر هذا الاختراع تطويرا وامتدادا لعدد من الاختراعات السابقة والمتعلقة بأغشية الترشيح الدقيقة (النانو)، حيث سبق للمؤسسة أن حصلت على (6) براءات اختراع في السعودية وأميركا وإسبانيا وقبرص ومالطا.