وزير من الليكود يفجر قضية التحالف مع «إسرائيل بيتنا».. ويحذر من تحويل الحكومة إلى عبد لليبرمان

مع اقتراب موعد الحسم في قضية تجميد أو عدم تجميد البناء الاستيطاني

TT

مع اقتراب موعد الحسم في قضية تجميد أو عدم تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، فجر أحد وزراء حزب الليكود، الحاكم، قضية التحالف مع حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، وحذر من أن الحكومة تبدو وكأنها عبد لدى ليبرمان، وبسبب تصريحاته غير المسؤولة تدخل في أزمة مع الإدارة الأميركية.

وقال الوزير المسؤول عن تحسين صورة الحكومة في الرأي العام الإسرائيلي، ميخائيل ايتان، المعروف بتأييده لتمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني، إن ليبرمان يورط إسرائيل في العالم بتصريحاته المتطرفة. وقد استغل خطابه في الأمم المتحدة، الأسبوع المنصرم، ليدلي بآراء شخصية تتعلق بالتخلص من مئات الألوف من المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48). وأوضح خلال اجتماع لوزراء الليكود، أمس، أن «آراء ليبرمان هذه مرفوضة من غالبية الإسرائيليين، ولا تعبر عن وجهة نظر الحكومة».

وأضاف ايتان أن وضعية الائتلاف الحاكم حاليا تجعل من ليبرمان سيدا على الحكومة، مشيرا إلى أنه ينبغي توسيع الائتلاف بضم حزب كديما لكي يضعف تأثير ليبرمان، ولا يكون حزب الليكود عبدا له. لكن هذه التصريحات لم تعجب نتنياهو فقال له إنه حاول في الماضي ضم كديما لكن محاولاته باءت بالفشل لأن رئيسة هذا الحزب، تسيبي ليفني، تريد أن تكون بديلا عن الليكود وليس حليفة معه. وطلب من ايتان أن يخفض من لهجته الحادة ضد ليبرمان «في هذا الوقت البالغ الحساسية».

وانتهز نتنياهو الفرصة ليرد على ما نشرته «الشرق الأوسط»، أمس، واقتبسته وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل واسع، من أن هناك مفاوضات حول اقتراح أميركي بتمديد فترة البناء الاستيطاني لمدة شهرين مقابل رزمة مكاسب أميركية (وعد بأن تؤيد واشنطن إسرائيل في مطالبها الإبقاء على قوات إسرائيلية في غور الأردن حتى بعد التوصل إلى اتفاق سلام وإقامة الدولة الفلسطينية ومنح إسرائيل نوعيات جديدة من الأسلحة الحديثة والالتزام باستخدام الولايات المتحدة حق «الفيتو» لإفشال أي اقتراح في مجلس الأمن لفرض الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة يعلنها الفلسطينيون من طرف واحد).

وقال نتنياهو إن أمورا كثيرة تنشر في الآونة الأخيرة غالبيتها غير صحيحة. وإسرائيل قررت أن لا تمدد فترة تجميد البناء الاستيطاني، ولا تغيير في موقفها. وأنه إذا قرر تغيير الموقف فإنه سيطرح الأمر في الهيئات الحكومية ذات الصلاحية. ولكنه في الوقت الحاضر، لا يحمل أي جديد على قرار الحكومة السابق بتجميد البناء عشرة شهور، انتهت في نهاية الشهر الماضي ولم تمدد.

لكن نتنياهو، الذي رفض إجراء بحث حول الموضوع في جلسة الحكومة، أمس، أكد أنه سيطرحه في جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر. وهذه الجلسة ستعقد غدا، أي في الدقيقة التسعين قبيل انعقاد لجنة المتابعة العربية.

وفي وقت لاحق، تفوه الوزير المقرب من نتنياهو، جلعاد اردان، ضد زميله الوزير ميخائل ايتان، فقال إنه «لا يريد لنا أن نكون عبيدا لدى ليبرمان، ولكنه يريدنا أن نكون عبيدا لدى إيهود باراك (وزير الدفاع ورئيس حزب العمل)». وحسب صحيفة «معاريف»، أمس، فإن مصادر سياسية في تل أبيب هاجمت باراك بشكل شخصي واتهمته بأنه يقف وراء مقترحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تمديد تجميد البناء شهرين مقابل رزمة المكاسب، وأنه فعل ذلك ليس من منطلق الدفاع عن أمن إسرائيل ومصالحها، بل بدافع الحرص على مكانته في الحكومة «فهو - أي باراك - يعرف أن فشل المفاوضات مع الفلسطينيين سيزعزع مكانته في حزب العمل وقد يؤدي إلى إسقاطه من رئاسة الحزب. ولكي يحافظ على كرسيه، يريد تعزيز مسيرة التفاوض بأي ثمن، ويسعى بكل قوته لمواصلة تجميد البناء واستئناف المفاوضات المباشرة». وقال بن كسبيت، المعلق السياسي في صحيفة «معاريف»، إن الوزراء الذين تفوهوا ضد باراك هم من الحلقة الضيقة من حول نتنياهو. ويشعرون أن رئيس حكومتهم ينوي الرضوخ للضغوط الأميركية والموافقة على تمديد تجميد البناء الاستيطاني. ولذلك قرروا مهاجمته عن طريق مهاجمة باراك وما يمثله من مساندة للمفاوضات وانسجام مع الولايات المتحدة.

وأضاف كسبيت أن أحد هؤلاء الوزراء، اجتمع مع نتنياهو في الأسبوع الماضي وحذره من التأثير الزائد للوزير باراك «الذي يقود حزبا صغيرا، يوجد في إسرائيل ثلاثة أحزاب أكبر منه».

وفي آخر استطلاعات الرأي جاء أن «حزب العمل، برئاسة باراك، سينهار في الانتخابات المقبلة ويهبط من 13 مقعدا حاليا إلى 6 مقاعد». واعتبر باراك متآمرا مع الأميركيين على حكومته.

ونفى باراك، أمس، أنه يعمل بشكل منفرد مع الأميركيين، وقال إن كل خطواته تنسق مع نتنياهو. بينما قال نتنياهو ردا على الاتهام بأنه هو الذي يقود المفاوضات وأن باراك يساعده بشكل مفيد وناجع.

وأضاف بن كسبيت أن وزيرا آخر رفض الإفصاح عن اسمه، اتهم نتنياهو بالضعف والوهن، وقال: «إن أراد، فإنه يستطيع تمرير أي قرار في الحكومة وفي الكنيست أيضا (البرلمان الإسرائيلي). ومشكلتنا معه أنه لا يجرؤ على اتخاذ القرار».